الحارث بن كلدة من أطباء العرب القدامى. وكذلك قولهم:(من علم بما يعلم ورثه الله علم ما لم يعلم) قيل: إنه من كلام عيسى - عليه السلام - (١).
[بدايته]
بدأ وضع الأخبار كذبا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في زمن التابعين، نما وكثر بعد ذلك حسب البواعث الداعية لاستخدامه، وقد كان اتساع الخلافات والتحزبات السياسية بعد قتل عثمان - رضي الله عنه - بفترة مسرحا لاستخدام هذا النهج الهدام، لتأكيد الانتماءات، وتكريم من يريدون له الظهور بإضفاء هالة قدسية له، وبقدر ما كان الحذر من الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عهد الصابة وكبار التابعين، تورط أناس في ولوج هذا الخط المنحرف بدوافع وأسباب متعددة.
[أسبابه]
لقد يسر الله عز وجل لخدمة السنة وحمايتها رجالا عرفوا خباياها، وأحاطوا بمقاصدها حتى غدوا في علمهم بالسليم والسقيم أشبه بصيارفة الذهب والفضة في كشف ما هو زائف، فذكروا من أسباب هذا المسلك المشين أمورا منها:
- استهداف الأمة الإسلامية في عقيدتها، وغشها في مبادئها وأخلاقها، فعل الزنادقة والمنافقين الذين أبطنوا العداوة لهذا الدين وأهلة من عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى يومنا هذا، ومنهم المنحرفون والمبتدعون.
(١) انظر (فتح المغيث ١/ ٢٩١، ولمحات في أصول الحديث ص: ٣٠٥).