للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إِفْرَادُ إِذْ وَمَا كَإِذْ مَعْنىً كَإِذْ ... أَضِفْ جَوَازاً نَحْوُ حِينَ جَانُبِذْ

هذا هو النوع الثاني من اللازم للإضافة وهو ما يختصُّ بالجمل وقلنا هذا قسمان: ما يختصُّ بنوع من الجمل, وهو (إذا) سيأتي ذكره، وما لا يختصُّ وإليه الإشارة بهذين البيتين, وحينئذٍ نقولُ: (حيث) و (إذ) مُلازمان للإضافة, ولا يُضافان إلا إلى الجمل, ثم حيثُ لازمة للإضافة معنىً ولفظاً, وأما إذ فهي مُلازمة للإضافة معنىً لا لفظاً لأنه ينفكُّ عن المضاف إليه.

وَابْنِ أَوِ اعْرِبْ مَا كَإِذْ قَدْ أُجْرِيَا ... وَاخْتَرْ بِنَا مَتْلُوِّ فِعْلٍ بُنِيَا

وَقَبْلَ فِعْلٍ مُعْرَبٍ أَوْ مُبْتَدَا ... أَعْرِبْ وَمَنْ بَنَى فَلَنْ يُفَنَّدَا

عرفنا (إذ) هذه مبنية, وما أشبه (إذ) أخذَ حكمها في الإضافة، بقي حكمُ اسمِ الزمان نفسِه, (إذ) مبنيّة هل تُبنى مثله أم لا؟ الكلام في ما أشبهَ (إذ)، أما (إذ) فهي مَبنيّة قولاً واحداً, ولما أشبهتها هذه الكلمات -وهي اسماء الزمان الدالة على الزمن الماضي المبهم- قلنا أخذت حكمَ (إذ) في إضافتها إلى ما بعدها, بقي حكمُها هي, هي مُعربة (يومٌ) و (وقتٌ) و (زمنٌ) , قال: وَابْنِ أَوِ اعْرِبْ مَا كَـ (إِذْ) قَدْ أُجْرِيَا: ما قد أُجرِي كـ (إذ) أنتَ مُخيَّر بينَ حكمين, إما الإعراب وهو الأصل, وإما البناء حملاً على (إذ) .. يجوزُ فيها الوجهان: (جئتك حينَ جاء زيدٌ) , بالنصب على الظرفية, وبالبناء على الفتح.

وَابْنِ أَوِ اعْرِبْ مَا هذا اسم موصول بمعنى الذي, واقعٌ على أسماء الزمان التي أجريت مجرى إذ وتنازعه الفعلان.

ابنِ ما قد أُجري كـ إذ)، أعرب ما قد أُجري كـ (إذ)، وأعمل الثاني وأضمر في الأول ثم حذف هذا الأصل.

مَا كَـ (إِذْ) قَدْ أُجْرِيَا يعني مما سبقَ أن يُضاف إلى الجملة جوازاً، أما الإعراب فعلى الأصل, وأما البناء فحملاً على (إذ)، ما قد أُجرى كـ (إذ).

وَاخْتَرْ بِنَا مَتْلُوِّ فِعْلٍ بُنِيَا إذن: الجواز أخذناهُ من الشطر الأول, يجوزُ اتفاقاً هذا أو ذاك, لكن ثَم ترجيحٌ بينهما في الأولوية.

وَاخْتَرْ بِنَا: هذا بالقصر للضرورة.

اخْتَرْ بِنَا مَتْلُوِّ فِعْلٍ بُنِيَا: يعني أن الأرجحَ والمختارَ في ما تلاهُ فعلٌ مبني البناء, يعني: إذا أُضيف اسمُ الزمان إلى جملة ماضوية, فحينئذٍ الأرجحُ البناءُ على الإعراب مع جواز الإعراب، وإذا أُضيف إلى فعلٍ مضارعٍ مبني فحينئذٍ الأرجحُ هو البناء دون الأعراب؛ لماذا؟ لأنه قال: وَاخْتَرْ بِنَا مَتْلُوِّ فِعْلٍ, ما هو التالي؟ الفعل, والمتلو؟ هو اسم الزمان, مَتْلُوِّ فِعْلٍ بُنِيَا سواءٌ كان البناء أصلياً كالفعل الماضي, أو عارضاً وطارئاً كالفعل المضارع إذا اتصلَ به ما يُوجِب بناءه, حينئذٍ يترجّح البناء على الإعراب لماذا؟ للمناسبة .. للمناسبة يعني: يُناسِب اسم الزمان أن يكون مَبنياً إذا أُضيف إلى أوّل كلمة وهي مبنية, وهي: إما فعل ماضي أو فعل مضارع.