للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أي: وإن يُنون "إذ" يحتمل إفرادها يعني يقبل ويُجَوَّزُ أي: عدم إضافتها لفظاً .. لفظاً -انتبه- لا معنىً لوقوع التنوين عوضاً عن الجملة المضاف إليها.

وأشارَ بقوله: وَمَا كَـ (إِذْ) مَعْنىً كَـ (إِذْ):ما كـ (إذ) يعني: ما شابه (إذ) في كونه اسم زمان مُبهم بمعنى الماضي, يجري مجرى (إذ) في إضافته إلى الجمل.

وَمَا كَـ (إِذْ) يعني: والذي كـ (إذ)، (ما) اسم موصول يصدق على ماذا؟ ما كـ (إذ) يعني: اسم زمان الذي أشبه إذ.

إذن: هو صادق على الملحق بـ (إذ)، وهو ما شابَه (إذ) في كونه اسمَ زمان, وليسَ المراد به الظرف، لا؛ قد يكون ظرفاً وقد لا يكون, إنما المراد به اسم زمان فحسب.

مبهم لا محدود إذا كان محدوداً لا, بمعنى الماضي لا بمعى الاستقبال, إن كان بمعنى الاستقبال لا خرج عن معنى (إذ)؛ لأن (إذ) تدلُّ على زمنٍ ماضٍ مُبهَم غير محدود, فما دلَّ على هذا المعنى حينئذٍ نقول أشبهَ (إذ) فأخذَ حكمَها.

ما شابه إذ في كونه اسمَ زمان مُبهَم بمعنى الماضي يجري مجرى (إذ) في إضافته إلى الجمل, و (ما) هذه موصولة واقعة على أسماء الزمان الشبيهة بـ (إذ) إلا أن ما كان مثل (إذ) في كونه ظرفاً يعني: اسمَ زمان ليسَ المراد ظرفية يعني ينصب على الظرفية وإلا لا؟ لا, المراد به اسم الزمان، وإنمّا عبروا بهذا مِن باب التوسع يعني اسم الزمان سواءً كان منصوباً على الظرفية أم لا ((يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ)) [غافر:١٦] يومَ هذا ظرف, ((يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ)) [المائدة:١١٩] بالرفع هذا خبر يعني هذا مُعرب, ((يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ)) [المائدة:١١٩] يوم نقولُ هذا ظرف أو اسم زمان؟ اسم زمان, ((يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ)) [غافر:١٦] يوم هذا ظرف.

إذن: لا يُشترَط في اسم الزمان أن يكونَ ظرفاً بل قد يكون ظرفاً يعني منصوباً على الظرفية ويُضاف إلى الجملة التي تليه, وقد لا يكون ظرفاً مثل المثال الذي ذكرناه. في كونه ظرفاً ماضياً غيرَ محدود يعني: مُبهَماً يجوزُ إضافته إلى ما تُضاف إليه إذ من الجملة وهي الجمل الاسمية والفعلية, وذلك نحو: (حين) و (وقت) و (زمان) و (يوم) , فتقول: جئتُك حين جاء زيد, ووقت جاءَ زيد, وزمان قَدِم بكر, ويومَ خرجَ خالد, وكذلك تقول: جئتُك حين زيد قائم, وكذلك الباقي, فالحكم سيّان مثلها مثل (إذ).

وإنما قال المصنف: أَضِفْ جَوَازَاً ليُعلم أن هذا النوع -أي ما كان مثل إذ في المعنى- يُضاف إلى ما يُضاف إليه (إذ)، وهو الجملة جوازاً لا وجوباً, فإن كان الظرف غيرَ ماضٍ بأن كان مستقبلاً، أو محدوداً معيناً غير مبهم, لم يجرِ مجرى (إذ) بل يُعامل غير الماضي مُعاملة (إذا) , فلا يُضاف إلى الجملة الاسمية بل إلى الفعلية, أجيئك حين يجيءُ زيد, هذا وسيأتي ما أُلحق بـ (إذا) يعني: ما كان معناه معنى (إذا) في الزمن المستقبل حينئذٍ نقول هذا يُلحَق بـ (إذا) فلا يُضاف إلا إلى الجملة الفعلية.

ولا يُضاف المحدود إلى جملة وذلك نحو: شهر وحول, بل لا يُضاف إلا إلى مُفرد نحو: شهر كذا وحول كذا.

إذن:

وَألْزَمُوا إِضَافَةً إِلَى الْجُمَلْ ... حَيْثُ وَإِذْ وَإِنْ يُنَوَّنْ يُحْتَمَلْ