للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال الشارح: وأشارَ في هذين البيتين إلى أن ما يُضاف إلى الجملة جوازاً يجوزُ فيه الإعراب والبناء سواءٌ أُضيف إلى جملة فعلية صُدِّرت بماضٍ أو جملة فعلية صُدّرت بمضارع, أو جملة اسمية وهذا مذهبُ الكوفيين وتَبِعهم الفارسي والمصنف لكن المختار فيما أُضيف إلى جملة فعلية صُدرت بماضٍ البناء, وقد رُوي بالبناء والإعراب قوله: عَلَى حِينَ عَاتَبْتُ الْمَشِيبَ عَلَى الصِّبَا.

(على حينِ على حينَ) بالوجهين, هذا مبني أصلي.

عَلَى حِينَ يَسْتَصْبِينَ كُلَّ حَلِيم: يستصبين النساء يعني: فعل مضارع مبني على السكون.

وما وقعَ قبلَ فعل مُعرب أو قبل مبتدأ فالمختار فيه الإعراب, ويجوزُ البناء, وهذا معنى قوله:

وَمَنْ بَنَى فَلَنْ يُفَنَّدَا أي: لن يغلط, وقد قرأَ في السبعة ((هَذَا يَوْمُ)) [المائدة:١١٩] بالرفعِ على الإعراب، و (هَذَا يَوْمَ) بالفتح على البناء.

ومذهبُ البصريين أنه لا يجوزُ فيما أُضيف إلى جملة فعلية صُدّرت بمضارع أو إلى جملة اسمية إلا الإعراب, ولا يجوزُ البناء إلا فيما أُضيف إلى جملة فعلية صُدّرت بماضٍ, هذا حكم ما يُضاف إلى الجملة جوازاً.

وأما ما يُضاف إليها وجوباً فلازمٌ للبناء, وهو (إذ) و (حيث) السابق لوجود الشبه الافتقاري إلى الجملة فيما سبق.

وَأَلْزَمُوا إِذَا إِضَافَةً إِلَى ... جُمَلِ الاَفْعَالِ كَـ (هُنْ إِذَا اعْتَلَى)

هذا النوع الثاني مما يلزمُ الإضافةَ إلى الجمل، وهو ما يُضاف إلى جملة فعلية وهو (إذا) , والمراد بها (إذا) الظرفية لا (إذا) الفجائية، لأنّ الفجائية حرف ولا تُضاف.

وَأَلْزَمُوا هذا عطفٌ على ما سبقَ: وَأَلْزَمُوا إِضَافَةً إِلَى الـ (جُمَلِ) (حَيْثُ) وَ (إِذْ) , وألزموا إضافة إلى جمل الأفعال, ألزموا إذا: إِذَا: مفعول أول, إضافة: مفعول ثاني.

وقلنا: إذا المراد بها هنا الظرفية احترازاً عن (إذا) الفجائية لأنها حرف على الأصح، والحرفُ لا يضاف.

إِلَى جُمَلِ الاَفْعَالِ: جُمَلِ الاَفْعَالِ، بنقلِ حركةِ الهمزة إلى اللام, أي: الماضوية كثيراً والمضارعية قليلاً ليسَ مطلقاً, هو أطلقَه, وإنما احترزَ بجمل الأفعال عن الجملة الاسمية فلا تُضاف (إذا) إلى الجملة الاسمية على الصحيح, وإن كان فيه نزاع, وحينئذٍ الصوابُ أن هذه اللفظة مُلازِمة للإضافة إلى الجملة الفعلية.

إِلَى جُمَلِ الاَفْعَالِ إلى الماضوية كثيراً والمضارعية قليلاً, إذن ليس على جهة السواء, وقد اجتمعا في قوله:

والنَّفْسُ رَاغِبةٌ إِذا رَغَّبْتَها ... وَإِذَا تُرَدُّ إِلى قَلِيلٍ تَقْنَعُ

والنَّفْسُ رَاغِبةٌ إِذا رَغَّبْتَها, رَغَّبْتَها أُضيفت إلى جملة ماضوية.

وَإِذَا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ, هذه أُضيفت إلى جملة مضارعية.

إِلَى جُمَلِ الاَفْعَالِ خاصّة نظراً إلى ما تضمّنتهُ مِن معنى الشرط غالباً؛ لأن إذا هذه تضمّن معنى الشرط, وجملة الشرط لا يُناسِبها إلا الجملة الفعلية, لا تُضاف إلا إلى الجملة الفعلية, وقد بيّنا هذا في قواعد الإعراب ببسط.