للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يعني: إذا وُقِف عليها وكانت بعد ضمَّةٍ أو كسرة هذا في السابق قلنا: (هل تَقُومُنَّ .. هل تَضْرِبِنَّ) لو أُكِّدَ بنون التوكيد الخفيفة فقيل: هَلْ تَضْرِبُنْ، حينئذٍ إذا وقفت عليها -في الوقف- وكان ما قبلها ضمَّة حذفتها، وإذا حذفتها حينئذٍ يرجع المحذوف من أجلها فتقول: هَلْ تَضْرِبُوا، بإرجاع الواو، هَلْ تَضْرِبِي، بإرجاع الياء، لماذا؟ لأن الياء حُذِفت لأجل التَّخلُّص من التقاء الساكنين النون والياء فحُذِفت الياء، كذلك (هَلْ تَضْرِبُوا) نقول هنا حُذِفت الواو للتَّخلُّص من التقاء الساكنين.

وَبَعْدَ غَيرِ فَتْحَةٍ إِذَا تَقِفْ ..

(وَبَعْدَ) هذا متعلِّق بقوله: (احْذِفْ بَعْدَ غَيرِ فَتْحَةٍ) ما هو غير الفتحة؟ الضَمَّة والكسرة يعني: إذا وقعت نون التوكيد الخفيفة بعد ضَمَّةٍ وذلك إذا أُسنِد الفعل إلى واو الجماعة، أو بعد كسرةٍ وذلك إذا أُسنِد الفعل إلى ياء المؤنَّثة المخاطبة، الحكم السابق قلنا إذا أُسنِد حذفت الواو والياء، ونُحرِّك آخر الفعل بالضَمَّة وبالكسرة، حينئذٍ قال:

وَبَعْدَ غَيرِ فَتْحَةٍ إِذَا تَقِفْ ..

إذا وُقِف عليها وكانت بعد ضمَّةٍ أو كسرة تقول (يا هَؤلاء اخْرُجُوا ويا هَذِه اخْرُجِيْ) يعني: تحذف النون الخفيفة وتأتي بالمحذوف لأجلها يعني: ما حُذِف لأجلها يرجع.

ولذلك قال -وهذا الحكم الرابع-: أنَّها تُعْطَى في الوقف حكم التنوين:

وَارْدُدْ إِذَا حَذَفْتَهَا فِي الوَقْفِ مَا ... مِنْ أَجْلِهَا فِي الوَصْلِ كَانَ عُدِمَا

هذا تابع للبيت السابق .. تابع لقوله:

وَبَعْدَ غَيرِ فَتْحَةٍ إِذَا تَقِفْ ..

الحكم الذي هو يُعامل معاملة التنوين كقوله:

وَأَبْدِلَنْهَا بَعْدَ فَتْحٍ أَلِفَا ..

(وَارْدُدْ) هذا فعل أمر (إِذَا) متعلِّق بـ (ارْدُدْ) إذا حذفتها عند الوقف (ارْدُدْ فِي الوَقْفِ "مَا" أي الَّذي مِنْ أَجْلِهَا كَانَ عُدِمَا فِي الوَصْلِ) يعني ما عُدِم في الوصل من أجلها للتَّخلُّّص من التقاء الساكنين رُدَّه حالة الوقف لزوال الموجب لحذف ذلك المحذوف، لأنَّنا حذفنا الواو للتَّخلُّص من التقاء الساكنين فالنون موجودة، طيب! النون حذفناها عند الوقف إذاً ما الموجب لحذف الياء؟ إذاً ترجع إلى ما كانت عليه.

(وَارْدُدْ) تقدير البيت: ارْدُدْ فِي الوَقْفِ إذَا حذَفْتَ النون الشيء الذي عُدِم من أجلها في الوصل. (وَارْدُدْ إِذَا) قُلنا: (إِذَا) هذا مُتعلِّق بقوله: (ارْدُدْ) و (إِذَا حَذَفْتَهَا) يعني: النون (فِي الوَقْفِ) هذا مُتعلِّق بقوله: (حَذَفْتَهَا) (فِي الوَقْفِ) (مَا) اسم موصولٌ بمعنى الذي: وهذا مفعول ارْدُدْ .. ارْدُدْ مَا وهي موصولة واقعة على الواو والياء المحذوفتين لأجل النون، إذاً نُفَسِّر (مَا) هنا الموصولة بالواو والياء، لأنَّه ما حُذِف من أجلها إلا الواو والياء، إذاً رُدَّه عند الوقف.

(مِنْ أَجْلِهَا) هذا مُتعلِّق بقوله: (عُدِمَا)، (فِي الوَصْلِ) كذلك مُتعلِّق بقوله: (عُدِمَا) إذاً: تقدير الكلام: مَا كَانَ عُدِمَا مِنْ أَجْلِهَا فِي الوَصْلِ، وألف (عُدِمَا) للإطلاق.