للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إذاً البيت: وَارْدُدْ إذَا حَذَفْتَ النون فِي الوَقْفِ الواو والياء اللذان كَانَ عُدِمَا مِنْ أَجْلِهَا فِي الوَصْلِ (عُدِمَا) هذا يحتمل أن المراد به ألف الاثنين، لأن (مَا) مصدقها الواو والياء وهذا لا بأس به.

وَأَبْدِلَنْهَا بَعْدَ فَتْحٍ أَلِفَا ..

هذا الحكم الرابع: أنَّها تُعْطَى في الوقف حكم التنوين، التنوين: اضْرِبْ زَيْدَا .. رأيت زَيْدَا، زَيْدَا قُلبَت النون الساكنة وهي التنوين قُلِبت ألفاً في الوقف وهذا في حالة النصب، هنا كذلك في الوقف دائماً يَمر علينا (اعْلَمَا) قلنا هذه الألف مبدلة من نون التوكيد الخفيفة، هو هذا البيت وهذا الذي عناه (اجْعَلا .. احْظُلا) يعني: اجْعَلَنْ .. احْظُلَنْ، النون في حال الوقف تقلب ألفاً.

(وَأَبْدِلَنْهَا) يعني نون التوكيد الخفيفة (الهاء) هنا الضمير يعود على نون التوكيد الخفيفة، (وَأَبْدِلَنْ) فعل أمر مُؤَكَّد بالنون الخفيفة وهو مبني على الفت، (أَبْدِلَنْهَا) متى؟ قال: (بَعْدَ فَتْحٍ) هذا متعلِّق بقوله (أَبْدِلَنْهَا) (أَلِفَاً) هذا مفعول (أَبْدِل)، متى؟ قال: (وَقْفاً) ليس مطلقاً (وَقْفاً) هذا مصدر في موضع الحال يعني: واقفاً، وذلك لشَبَهِها بالتنوين .. أشبهت التنوين فعُومِلت مُعامَلة التنوين في الوقف، (وَقْفاً) أي في حال كونك واقفاً.

(كَمَا تَقُولُ فِي قِفَاً قِفَا):

قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى ..

(قِفَا) أي (قِفَاً) هنا أجرى الموقوف مُجْرى الموصول (كَمَا تَقُولُ فِي قِفَاً قِفَا) ومنه: (لَنَسْفَعاً) .. لَنَسْفَعا .. لَيَكُونَنْ .. لَيَكُونَا، تقلب النون ألفاً وتقف عليه كما تقف على التنوين. يعني: إذا وقعت النون الخفيفة بعد فتحةٍ ووقفت عليها أُبْدِلت ألفاً نحو: اضْرِبَنْ .. اضْرِبَا .. لَنَسْفَعاً .. لَنَسْفَعا.

قال الشَّارح هنا: إذا ولىَّ الفعل المُؤَكَّدَ بالنون الخفيفة ساكن وجب حذف النون لالتقاء الساكنين فتقول: اضْرِبَ الرَّجُلَ، بفتح الباء، لو قال: اضْرِبِ الرَّجُلَ، ليس عندنا نون بل هو فعل مبني على السكون وحُرِّكَ بالكسر للتَّخلُّص من التقاء الساكنين مثل ((قُمِ اللَّيْلَ)) [المزمل:٢] أمَّا لمَّا قال (اضْرِبَ الرَّجُلَ) علمنا أنَّ هذه الفتحة فتحة بناء.

والأصل (اضْرِبَنْ) فَحُذِفَتْ نون التوكيد لملاقاة الساكن وهو لام التعريف ومنه قوله (لاَتُهِينَ الفَقِيرَ) وكذلك تُحْذَف نون التوكيد الخفيفة في الوقف إذا وقعت بعد غير فتحةٍ أي بعد ضمة أو كسرة، حينئذٍ إذا وقِف عليها كذلك يُردُّ ما كان حُذِف لأجل نون التوكيد فتقول: اضْرِبُنْ يا زَيْدُونْ .. اضْرِبُنْ، بضم الباء، لأنَّ أصله: (اضْرِبُونْ) حُذِفت الواو للتَّخلُّص من التقاء الساكنين.

إذا وقفت على الفعل (اضْرِبُوا) بإرجاع الواو الفاعل، وفي: اضْرِبِنْ يا هِنْدُ .. اضْرِبِي، بإرجاع الياء، فتُحذف نون التوكيد الخفيفة للوقف وتُرَدُّ الواو التي حذفت لأجل نون التوكيد وكذلك الياء فإن وقعت نون التوكيد الخفيفة بعد فتحة أُبْدِلَتْ النون في الوقف أيضاً ألفاً فتقول في: اضْرِبَنْ يا زَيْدُ .. اضْرِبَا، إذا وقفت عليه، وهذا بخلاف نون التوكيد الثقيلة.