للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَأَجْدَلٌ وَأَخْيَلٌ وَأَفْعَى ... مَصْرُوفَةٌ وَقَدْ يَنَلْنَ الْمَنْعَا

(وَأَلْغِيَنَّ) هذا فعل أمر مُؤَكَّد بنون التوكيد الثَّقِيلَة (أَلْغِيَنَّ) أنت، يعني: لا تعتدَّ يعني: حُكْمٌ مُلْغَى لا يُعْتَدُّ به من الإلغاء، (وَأَلْغِيَنَّ) هذا تصريحٌ بمفهوم قوله (وَوَصْفٌ أَصْلِيٌّ)، ألغين ماذا؟ (عَارِضَ الوَصْفِيَّةْ) قلنا: هذا تصريحٌ بمفهوم قوله: أَصْلِيّ، وإضافة (عَارِضَ الوَصْفِيَّةْ) من إضافة الصِّفة للموصوف يعني: الصِّفة العارضة، (أَلْغِيَنَّ عَارِضَ الوَصْفِيَّةْ) أي: أَلْغِيَنَّ الوَصْفِيَّة العارضة واشترط أصليَّة الوَصْفِيَّة يعني: ما وُضِع أصالةً في الوَصْفِيَّة وأمَّا ما وضع وهو خالٍ عن الوصف ثُمَّ استعمل استعمال الصِّفات هذا لا يمنع من الصَّرف.

حينئذٍ إضافة (عَارِضَ الوَصْفِيَّةْ) من إضافة الصِّفة للموصوف أو بمعنى (مِن) .. عَارِضٍ من الوَصْفِيَّة، ومثلها (عَارِضَ الإِسْمِيَّةْ).

وَأَلْغِيَنَّ عَارِضَ الْوَصْفِيَّهْ ... كَأَرْبَعٍ ....... . . . . . .

في نحو قولك:

مَرَرْتُ بِنَسْوَةٍ أَرْبَعٍ ..

فإنَّه اسمٌ من أسماء العدد لكنَّ العرب وصفت به فهو منصرفٌ على الأصل .. نظراً للأصل، ولا نظر لما عرض له من الوَصْفِيَّة وأيضاً فهو يقبل التَّاء فهو أحق بالصَّرف من (أَرْمَل) لأنَّ فيه مع قبول التَّاء كونه عارض الوَصْفِيَّة وكذلك (أَرْنَب) اسمٌ للحيوان المعروف فإذا قيل (هَذَا رَجُلٌ أَرْنَبْ) يعني: ذليل نقول هذا صار وصفاً لكنَّ الوصفة هنا عارضة ليست أصليَّة.

وكذلك (أَرْنَبْ) من قولهم (رَجُلٌ أَرْنَبْ) أي ذليل فهو منصرف لعروض الوَصْفِيَّة إذ الأصل: الأرنب المعروف.

وَأَلْغِيَنَّ عَارِضَ الْوَصْفِيَّهْ ... كَأَرْبَعٍ ....... . . . . . .

(أَلْغِيَنَّ عَارِضَ) هذا مفعولٌ به وهو مضاف و (الوَصْفِيَّةْ) مضافٌ إليه، (كَأَربَعٍ) يعني وذلك (كَأربَعٍ) جار مجرور متعلِّق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف، وذلك (كَأَربَعٍ).

(وعَارِضَ الإِسْمِيَّةْ) هذا معطوف على قوله (عَارِضَ الوَصْفِيَّة)، (وعَارِضَ الإِسْمِيَّةْ) يعني: لا يُعْتَدُّ بعارض الاسْمِيَّة يعني: وألغِ (عَارِضَ الإِسْمِيَّةْ) على الوصف، يعني العكس، قلنا الأصل: أن يكون الوصف أصلاً (وَوَصْفٌ أَصْلِيٌّ) إذاً لو كان اسماً فعرضت عليه الوَصْفِيَّة ملغى، طيب! لو كان في الأصل هو وصف وعرضت عليه الاسْمِيَّة هل نلغي الاسْمِيَّة ونراعي الأصل أو نراعي الحال؟

هو يقول (وَأَلْغِيَنَّ عَارِضَ الإِسْمِيَّةْ) يعني ما كان الأصل فيه: أنه وصف وعرضت عليه الاسْمِيَّة (أَلْغِيَنَّ عَارِضَ الإِسْمِيَّةْ) يعني: اعتبر الأصل وهو أنه وصف فيمنع من الصَّرف .. عكس المسألة الأولى، (وَأَلْغِيَنَّ عَارِضَ الوَصْفِيَّة) يعني إذا كان الأصل: أنَّه اسمٌ (كَأربَعٍ) فعرضت عليه الوَصْفِيَّة لا اعتبار بالوَصْفِيَّة نراعي الأصل: وهو أنَّه اسمٌ، فنمنعه أو نصرفه؟ نصرفه باعتبار الأصل، والعكس كذلك إذا كان الأصل فيه: أنَّه وصفٌ فعرضت عليه الاسْمِيَّة حينئذٍ نلغي الاسْمِيَّة ونراعي الأصل فنمنعه من الصَّرف.