للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

- منهم من قال: العدل عن كونها (فُعْلٍ) الأصل فيها أنْ تُجْمَع على وزن (فُعْلٍ) ولكنَّها جاءت على وزن جُمَعْ (فُعَلْ) هذا عدلٌ.

- أنْ تُجْمَع على (فَعَالى) كـ: صَحَارَى، فجاءت على: جُمَعْ (فُعَلْ)

- أن تُجْمَع على وزن (فَعْلاوات) جَمْعَاوات، لكنَّها جاءت على جمع (فُعَلْ).

إذاً: هذا قول وهذا قول وهذا قول، ما هو المُعْتَبَر منها؟ كُلُها فيها رجوعٌ عن قياس، فجيء إلى الفرع دون الأصل، وبهذه الاعتبارات اختلف النُّحاة، يعني: الاعتبارات الثَّلاث: إمَّا أنْ يُنْظَر إلى كونِه مذكَّراً ومؤنَّثه على (فَعْلَى) حينئذٍ يُجْمَع بكذا، وإمَّا أن ينظر إلى كونه اسماً فَيُجْمَع على كذا، إمَّا أنْ يُنْظَر إلى كونه يُجْمَع مذكَّره بواوٍ ونون (أجمعون) إذاً: مؤنَّثه يجمع بألفٍ وتاء.

فقال الأخفش والسيرافي: " أنَّها معدولةٌ عن (فُعْلٍ) " يعني: اختار القول الأوَّل، واختاره ابن عصفور، لأنَّ العدل عن (فَعَالى) لم يثبت في موضعٍ من المواضع، والعدل عن (فُعْلٍ) إلى (فُعَلْ) ثبت، هذا قولٌ، وقيل: معدولةٌ عن (فَعَالى) لأنَّه اسمٌ لا صفة، وقيل: عن (فَعْلاوات) وهذا الَّذي اختاره ابن مالك وهو الَّذي قدَّمه ابن عقيل هنا: وهو أنَّه معدولٌ عن (فَعْلاوات) لأنَّ مذكَّره يُجْمَع بواوٍ ونون، وما كان مُذَكَّره يُجمع بواوٍ ونون فمؤَنَّثه القياس فيه أنْ يُجمع بألفٍ وتاء، حينئذٍ (جُمَعْ) نقول (أجْمَع) فَيُجْمَع بواوٍ ونون ((فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ)) [الحجر:٣٠] فَجُمِع بواوٍ ونون.

إذاً: المؤنَّث أن يُقال (جَمْعَاوات) هل قيل (جَمْعَاوات)؟ لم يُقَل (جَمْعَاوات) بل قيل (جُمَع) فحينئذٍ عُدِلَ به عن القياس، كما هو الشَّأن في (الأُخَرْ) هناك، الأصل أن يُقال: الأُخَرْ بـ: (أَلْ) فَعُدِل عنه فقيل (أُخَرْ).

وأمَّا العلميَّة: ما وجه كونها أعلاماً؟ فقيل: ألفاظ التَّوكيد أعلامٌ، بمعنى: الإحاطة، واسْتُدِلَّ لذلك بجمعهم مُذَكَّرَها بالواو والنُّون، ولا يُجْمَع من المعارف بهذا، يعني: بالواو والنُّون إلا العَلَم، واختاره ابن الحاجب.

إذاً: هذه أعلامٌ تدلُّ على الإحاطة، لأنَّ المُذَكَّر يُجْمع بالواو والنُّون (أَجْمَعُونْ) فإذا قيل: أَجْمَعُونْ، وَجَمْعَاوات، وَجُمَعْ، حينئذٍ المادَّة أصلها عَلَم، لأنَّ الَّذي يُجمع بالواو والنُّون كـ: عامِرٍ وَمُذْنِب (عامِر) هو علم وجُمِع بواوٍ ونون، حينئذٍ رجعنا إلى كونها عَلَماً. وقيل: تعريفها بنيَّة الإضافة، والأصل (جُمَعُهُنَّ) إذا قيل: جاء النِّساء جُمَعْ، الأصل: (جُمَعُهُنَّ) يعني: بالضَّمير، لكنَّه حُذِف ونُوي معناه.