للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فتقول: رُبَّ مَعْدِ كَرِبٍ، وَعِمْرَانٍ، وَفَاطِمَةٍ، وَزَيْنَبٍ، وَإِبْرَاهِيمٍ، وَأحْمَدٍ، وَأرْطاً، وَعُمَرٍ، لَقِيتُهُمْ،

(رُبَّ)

وَكُلُّ مَا رُبَّ عَلَيْهِ تَدخُلُ ... فَإِنَّهُ مُنَكَّرٌ يَا رَجُلُ

فأدخِل (رُبَّ) على الأمثلة كُلها فيكون حينئذٍ مصروفاً، (رُبَّ مَعْدِ يْكَرِبٍ) بالخفض (وَعِمْرَانٍ) هذا زيادة (مَعْدِ يْكَرِبْ) هذا مُرَكَّب مَزجي سُلِبَت منه العلميَّة صار نكرة:

كَرُبَّ رَاجِيِنَا عَظِيمَ الأَمَلِ ..

قلنا (رُبَّ) لا تدخل إلا على النَّكرة: رُبَّ مَعْدِ يكَرِبٍ، بالجرِّ مع التَّنوين (وَعِمْرَانٍ) فِعْلان .. الألف والنُّون زائدة، حينئذٍ لا تمنع لسلبه العلميَّة (وَفَاطِمَةٍ) بالخفض لأنَّه مؤنَّث فقط وليس علماً، وَزَيْنَبٍ وَإِبْرَاهِيمٍ، وَأحْمَدٍ، وَأرْطاً، وَعُمَرٍ، لَقِيتُهُمْ، لذهاب أحد السَّببين وهو: العلميَّة.

ويُسْتَثنى من ذلك ما كان صفةً قبل العلميَّة كـ: أحْمَرْ وَسَكْرَانْ، يعني: لو سُمِّيَ بـ (سَكْرَانْ أوْ أحْمَرْ) صار علماً منعناه للعلميَّة وزيادة الألف والنُّون، نَكَّرناه .. سلبناه العلميَّة رجع إلى الوصفيَّة.

إذاً: يُسْتَثنى من هذا النَّوع ما كان في الأصل: وصفاً ثم سمَّينا به، يعني هو في الأصل من الأنواع الخمسة، ولذلك سبق أنَّ الأنواع الخمسة (مثنى) وما ذُكِر معه لو سمي به بقي على علميته، لو سُلِبَت منه العلميَّة رجع إلى أصله وهو الوصفيَّة فيكون ممنوعاً من الصَّرف، هنا في هذا التَّركيب الأنواع السبعة نقول: إذا كان ابتداءً هو علم لا إشكال فيه أنَّه مع العلَّة الأخرى إذا سُلِب العلميَّة رجع إلى أصله، وأمَّا إذا كان منقولاً من واحدٍ من الخمسة السابقة حينئذٍ إذا نُكِّر فلا يُصْرف .. يبقى على منعه من الصَّرف، كـ (سَكْرَانْ وَأحْمَرْ) فسيبويه يُبْقِيه غير منصرفٍ.

وَابْنِ عَلَى الْكَسْرِ فَعَالِ علَمَا ... مُؤَنَّثَاً وَهْوَ نَظِيْرُ جُشَمَا

عِنْدَ تَمِيمٍ وَاصْرِفَنْ مَا نُكِّرَا ... مِنْ كُلِّ مَا التَّعْرِيْفُ فِيهِ أَثَّرَا

(التَّعْرِيفُ) هذا مبتدأ (فِيهِ أَثَّرَا) (فِيهِ) جار مجرور متعلِّق بقوله (أَثَّرَا) والألف للإطلاق، وقوله (جُشَمَا) الألف للإطلاق كذلك وهو معدولٌ عن (جاشم) والمراد به: (عظيم) فالمانع هو العدل والعلميَّة.

قال الشارح هنا: "إذا كان عَلَمُ المُؤَنَّث على وزن (فَعَالِ) كـ: حَذَامِ وَرَقَاشِ، فللعرب فيه مذهبان. (فَعَالِ) في لسان العرب قد يكون معدولاً وغير معدول، فأمَّا المعدول إمَّا علم مُؤَنَّث كـ: حَذَامِ، وهذا تقدَّم حكمه وأمَّا اسم فعل أمر نحو: نَزَالِ، هذا سبق معنا أنَّه معدول.

إذاً: المعدول قد يكون كـ: حَذَامِ، وقد يكون كـ: نَزَالِ، وهو اسم فعل أمر، وإمَّا مصدر نحو: حَمَادِ، معدول عن: مَحْمِدَة أو مَحَمَدَة، بفتح الميم أو كسرها، وإمَّا صفة جاريةً مجرى الأعلام نحو: حَلاقِ المَنِيَّة، معدولٌ عن (حَالِقَةٍ) والمَنِيَّة: الموت، وإمَّا صفةٌ ملازمةٌ للنِّداء نحو: فَسَاقِ، فهذه خمسة أنواع كُلها مَبْنِيَّةٌ على الكسر مَعدولةٌ عن مُؤَنَّث، خمسة أنواع كُلها مَبْنِيَّةٌ: