للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إذاً القاعدة: أنَّه إذا اجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسُّكون، واتَّصلا في كلمةٍ واحدة ولم يكن في كلمتين، وكان السُّكون أصلياً لا عارضاً، وكان الحرفان أصليين لا عارضين، حينئذٍ وجب قلب الواو ياءً لا الياء واواً، ثُمَّ وجب حكمٌ آخر: وهو إدغام الياء في الياء، والمثال ما ذكرناه.

ثُمَّ انتقل إلى المسألة الثانية: وهي قلب الياء ألفاً، دائماً يمر معنا: تَحرَّكت الواو وانفتح ما قبلها، فوجب قلب الواو ألفاً .. تَحرَّكت الياء وانفتح ما قبلها، فوجب قلب الياء ألفاً، ولها عشرة شروط، وهي على نوعين:

شروطٌ وجودية، وشروط عدمية.

- شروطٌ وجودية، لا بُدَّ من وجودها كالتَّحرُّك.

- وشروط عدمية: ألا يكون كذا .. ألا يكون كذا.

قال النَّاظم - رحمه الله تعالى -:

مِنْ يَاءٍ اوْ وَاوٍ بِتَحْرِيكٍ أُصِلْ ... أَلِفاً ابْدِلْ بَعْدَ فَتْحٍ مُتَّصِلْ

إِنْ حُرِّكَ التَّالِي وَإِنْ سُكِّنَ كَفّْ ... إِعْلالَ غَيْرِ اللاَّمِ وَهْيَ لاَ يُكَفّْ

إِعْلاَلُهَا بِسَاكِنٍ غَيْرِ أَلِفْ ... أَوْ يَاءٍ التَّشْدِيدُ فِيهَا قَدْ أُلِفْ

مِنْ يَاءٍ اوْ وَاوٍ بِتَحْرِيكٍ أُصِلْ ..

(أُصِلْ) هذا مُغيَّر الصيغة، بِضَمِّ الهمزة على وزن (ضُرِبَ)، (أُصِلْ أَلِفاً إبْدِلْ) أو (أَبْدِلْ) .. الهمزة ما نوعها؟ قطع، لماذا؟ مَصدَرُه الإبدال .. إكرام إفعال، إذاًَ: الهمزة همزة قطع، لَكنَّه وصلها هنا للضَّرورة.

(أَبْدِلْ مِنْ وَاوٍ أوْ يَاءٍ بِتَحْرِيكٍ أُصِلْ أَلِفاً) (أَلِفاً) هذا مفعول مُقدَّم لقوله: (أَبْدِلْ) أبدل من واوٍ أو ياءٍ مُحرَّكين تحريكاً أصلياً، (أَلِفاً بَعْدَ فَتْحٍ مُتَّصِلْ) هذه كلها شروط:

الشرط الأول: أن يكونا مُحرَّكين (مِنْ يَاءٍ اوْ وَاوٍ) .. مُحرَّكين، ثُمَّ هذا التَّحريك أصلي لا عارض، ثُمَّ أن يكون (بَعْدَ فَتْحٍ)، وأن يكون (مُتَّصِلْ) .. ألا يكون الفتح هنا عارضاً، بل يكون مُتَّصلاً بالواو أو الياء، يعني: أن يكون ما قبله مفتوحاً .. (بَعْدَ فَتْحٍ مُتَّصِلْ) تَحرَّكت الواو وَفُتِحَ ما قبلها، إذاً: ما قبلها هو الذي يكون بعد فتحٍ مُتَّصلٍ.

(مِنْ يَاءٍ اوْ وَاوٍ) (مِنْ يَاءٍ) جار ومجرور مُتعلِّق بقوله: (أَبْدِلْ)، (أَوْ) للتَّنويع، (وَاوٍ) معطوف على (يَاءٍ)، (بِتَحْرِيكٍ) هذا جار ومجرور مُتعلِّق بمحذوف نعت للياء وما عُطِف عليها، كأنه قال: من واوٍ أو ياءٍ مُتحرِّكين لا ساكنين، (بِتَحْرِيكٍ) هذا نعتٌ للياء وما عُطِفَ عليه، أي: مُتحرِّكين.

مفهومه: إن كانا ساكنين فلا تُبْدِل، (بِتَحْرِيكٍ أُصِلَ) (أُصِلَ) هذا فعل ماضي مُغيَّر الصيغة، ونائب الفاعل ضمير مُستتر يعود على التَّحريك السَّابق .. (بِتَحْرِيكٍ أُصِلْ)، يعني: بتحريكٍ مُتَأَصِّل لا عارض: أبدل من ياءٍ أو واوٍ ألفاً، إذاً: هذه من مواضع إبدال الواو أو الياء ألفاً.

(بَعْدَ فَتْحٍ) هذا مُتعلِّق بقوله: (أَبْدِلْ) منصوبٌ على الظرفية، و (بَعْدَ) مضاف، و (فَتْحٍ) مضاف إليه، (مُتَّصِلْ) هذا نعت لـ: (فَتْحٍ)، يعني: أنَّه يجب إبدال الواو والياء المفتوح ما قبلها ألفاً، هذا الحكم الأصلي، وذلك بشروط:

أولاً: ذكَر في هذا البيت شرطين: