للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

- أن يكون التحريك أصلياً - إذا جعلناهما شرطاً واحداً -، أن يكون التحريك أصلياً فإن كان التَّحريك عارضاً فحينئذٍ لا تُبْدَل الواو ياءً مثل: تَوَم، أصله: تَوْأَمَ، أُرِيد تخفيفه: تَوْ .. إذاً: الواو ساكنة في الأصل، (تَوْأَمَ) أُرِيد تخفيفه بحذف الهمزة، ومعلومٌ أنَّ الهمزة لا تُحْذَف إلا بعد إسقاط حركتها على ما قبلها إذا كانت ساكنة، حينئذٍ أُلْقِيَت حركة الهمزة على الواو، ثُمَّ حُذِفَت الهمزة فقيل: تَوَمٌ.

إذاً نقول: هذه الواو مُحرَّكة .. في اللفظ مُحرَّكة، لكن هل حركتها أصلية؟ الجواب: لا، كذلك (جَيَلَ) أصله: جَيْأَلَ، فُعِل به ما فُعِل بسابقه، فحينئذٍ هذه الياء في الأصل ساكنة: جَيْأَلَ، أُرِيد تخفيفه بإسقاط الهمزة، فَأُلْقِيَت حركتها على ما قبلها وهو الياء صار: جَيَل، ثُمَّ حُذِفَت الهمزة.

إذاً: تَوَمَ وجَيَل، تَحرَّكت الواو هنا، هل نقول: تَوَمَ، تحرَّكت الواو وانفتح ما قبلها فوجب قلبها ألفاً؟ الجواب: لا، لأنَّ شرط تحريك الواو: أن يكون أصلياً وهذا التَّحريك عارض، و (جَيَلَ) كذلك لا يُقَال: تَحرَّكت الياء وانفتح ما قبلها فوجب قلبها ألفاً، لأنَّ شرط تحقيق القلب: أن تكون حركة الياء أصلية لا عارضة.

إذاً أصلهما: تَوْأَم وَجَيْأَل، فَنُقِلَت حركة الهمزة إلى الواو والياء فلم يُقْلَبَا، لأنَّ الحركة عارضة فهي غير أصلية، هذا الأول.

الثاني: أن تكون الواو والياء مُتَّصلتين بالفتحة، قال: (بَعْدَ فَتْحٍ مُتَّصِلْ) وهذا شَمِل صورتين:

الصورة الأولى: أن يكون الفاصل ظاهراً، يعني: ملفوظاً به: واوٌ، الواو الثانية تَحرَّكت، هل نقول: انفتح ما قبلها وهو الواو الأولى فوجب قلب الثانية ألفاً؟ الجواب: لا، لوجود الفاصل، إذاً لم يَتَّصل الواوٌ المُحرَّك بالفتح .. التي تَحرَّكت لا يُشْتَرط أن يكون مُحرَّكاً بالفتح، الذي قبله هو الذي يَتَعيَّن أن يكون مفتوحاً، فلا نقول: تَحرَّكت الواو وَفُتِحَ ما قبلها، والألف هذه ساكنة وحاجز غير حصين، نقول: لا، هذه الألف ملفوظٌ بها، فحينئذٍ يَتَعيَّن أن تبقى الواو على حالها، كذلك: زاي، هل نقول: تَحرَّكت الياء وانفتح ما قبلها؟ نقول: لا، لوجود الفاصل الملفوظ به.

الثاني: أن يكون الفاصل مُقدَّراً، قالوا: عُلَبِط، أصلها: عُلابِطْ، حصل تخفيفٌ بحذف الألف، إذا قيل: ائتِ بالغزو والرمي، على وزن (عُلَبِطْ) فتقول: رُمَيِيْ بياءين .. (غُزَوِي) والأصل: رُمَيِي وغُزَوِي، وفي الغزو تقول: (غُزَوِي) .. (عُلَبِطْ).

فَأُعِلَّت الياء والواو الأخيرتان بحذف حركتهما كإعلال سائر المنقوصات، ولم تُقْلَب الواو ولا الياء الأولى، لماذا؟ لأنَّك تقول: رُمَيِي .. غُزَوِي، تَحرَّكت الواو وانفتح ما قبلها، هل تُقْلَب ألفاً؟ الجواب: لا، لأنَّ ثَمَّ فاصل بين الزاي والواو: (عُلَابِطْ .. غُزَاوِو) هذا الأصل، إذاً: الزاي المفتوحة والواو التي بعدها تَحرَّكت، بينهما فاصلٌ مُقدَّر.

للفاصل بين الفتحة والحرف وهو الألف، لأنَّ الأصل: رُمَايِي (عُلابِطْ)، وَغُزَاوِو كـ: (عُلَبِطْ) أصله: (عُلابِطْ) فَحُذِفَت الألف تخفيفاً، وهي مُقدَّرة فمنعت من القلب.

إذاً: