للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لا طالعاً جبلاً ظاهر، (طالعاً) هذا اسم فاعل دخلت عليه (لا) فنصبته، لماذا؟ لأنه شبيه بالمضاف؛ لأن طالعاً هذا منون وقد اعتمد سبقه نفي حينئذٍ هو اسم فاعل رفع ضميراً مستتراً وعمل في المفعول به، لا طالعاً جبلاً، إذاً تممه شيء من معناه، أو معمول تمم معنى اسم الفاعل.

أو مُضَارِعَهْ: يعني مشابهة.

وَبَعْدَ ذَاكَ الْخَبَرَ اذْكُرْ رَافِعَهْ يعني: بعد نصب المضاف ونصب الشبيه بالمضاف اذكر الخبر، ائت بالخبر رَافِعَهْ حال كونك رافعه لأن (لا) تنصب الأول وترفع الثاني، تنصب الأول على أنه اسم لها وترفع الثاني على أنه خبر لها.

وَبَعْدَ ذَاكَ الْخَبَرَ اذْكُرْ: اذْكُرْ بعد ذاك المنصوب، وهو الاسم المضاف والشبيه بالمضاف، (الْخَبَرَ) هذا مفعول به مقدم لاذكر حال كونك رَافِعَهْ، حتماً يعني رافع الخبر.

أما الرافع له هل هو (لا) أم غيرها! لا خلاف في أن (لا) هي الرافعة له عند عدم تركبها، يعني إذا كان اسمها مضافاً أو شبيهاً بالمضاف لا خلاف بين النحاة أن الرافع للخبر هو (لا).

إذاً القسم الأول المضاف، الشبيه بالمضاف لا إشكال أن الناصب للاسم هو (لا)، وأن الرافع للخبر هو (لا) عينها، هذا لا خلاف بينهم.

فإن رُكِّبَت مع الاسم المفرد (لا رجل) حاضر مثلاً، لا رجل قائم، قائم هل هو مرفوع بـ (لا) هنا أم لا؟ هنا محل خلاف بين النحاة، وأما النوع الأول والثاني فمحل وفاق.

لا رجل قائم، قائم هذا محل نزاع، فمذهب الأخفش أنها أيضاً هي الرافعة له، يعني كلها الثلاثة مرفوعة بـ (لا) على مذهب الأخفش، وافق الحالتين الأولى.

فمذهب الأخفش أنها أيضاً هي الرافعة له، وصححه في التسهيل، يعني ابن مالك رحمه الله تعالى.

ومذهب سيبويه أنه مرفوع بما كان مرفوعاً به قبل دخولها، ولم تعمل إلا في الاسم، والمرفوع خبر المبتدأ، مذهب سيبويه في هذه المسألة مشكل.

(لا رجل قائم) قائم عند الأخفش أنه مرفوع بـ (لا)، مثل لا صاحب علم ممقوت، ممقوت مرفوع بـ (لا)، عند سيبويه أن لا رجل هذه ركبت تركيب خمسة عشر، فحينئذٍ (لا) مع اسمها في محل رفع مبتدأ، حينئذٍ لما ركبت تركيب خمسة عشر صارت (لا) جزءاً من الكلمة، وإذا صارت جزءاً من الكلمة حينئذٍ لا يمكن أن تعمل في الخبر، ما الذي رفعه؟ لا رجل قائم، لا بد أن يوجد عامل، قال: مرفوع بما رفع به قبل دخول (لا)، وقبل دخول (لا) الخبر مرفوع بالمبتدأ، فدخلت عليه (لا) فبُني معها، صارت كالجزء معه، فحينئذٍ بقي تأثير مدخول (لا) على الخبر، وهذا بعيد، لا رجل حاضر، حاضر هذا مرفوع بالمبتدأ، أين المبتدأ؟ ليس عندنا مبتدأ، قبل دخول (لا) رُفع الخبر بالمبتدأ، وحينئذٍ دخلت (لا) فأثرت في الاسم فقط، عملت في الاسم، وأما الخبر فليس لها عمل فيه، وهذا محل إشكال.

وَبَعْدَ ذَاكَ الْخَبَرَ اذْكُرْ رَافِعَهْ: بعد ذاك الخبر، أين الخبر؟ الخبر هذا مفعول به، لقوله: (اذْكُرْ) حال كونك رافعه: (رَافِعَهْ) هذا حال، كيف جاء حال وهو مضاف إلى الضمير! رافع هذا اسم فاعل، واسم الفاعل لا يتخصص بالإضافة ولو كان معرفة.

وَإِنْ يُشَابِهِ المُضَافُ يَفْعَلُ ... وَصْفاً فَعَنْ تَنْكِيرِهِ لاَ يُعْزَلُ