ولو أضيف إلى معرفة، (لا) يكتسب التعريف وَإِنْ يُشَابِهِ المُضَافُ يَفْعَلُ شابه ماذا؟ الفعل، وهو اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة وَصْفاً فَعَنْ تَنْكِيرِهِ لا يُعْزَلُ، هو نكرة مطلقاً.
إذاً رَافِعَهْ نقول: هذا ولو أضيف فهو نكرة، ولذلك صح مجيئه حالاً
وَبَعْدَ ذَاكَ الْخَبَرَ اذْكُرْ رَافِعَهْ: قلنا أشار به إلى أنه يجب اتصال الاسم بـ (لا)، ثم لا يجوز أن يتقدم الخبر على الاسم، ولو كان ظرفاً أو جاراً ومجروراً، وإذا فصل حينئذٍ وجب الإلغاء ((لا فِيهَا غَوْلٌ)) [الصافات:٤٧] لا غولَ فيها، هذا الأصل، فلما تقدم الخبر وهو جار ومجرور على الاسم وفصل بين (لا) ومدخولها النكرة وجب الإلغاء ((لا فِيهَا غَوْلٌ)) [الصافات:٤٧] إذاً قوله: وَبَعْدَ ذَاكَ الْخَبَرَ دل على أنه لا يتقدم الخبر على اسم (لا).
يجب تنكير الخبر -خبر (لا) -؛ لأن اسمها نكرة، فلا يخبر عنها بمعرفة كما سبق بيانه من الشروط.
وتأخيره عنها وعن الاسم هذا واجب، ولو كان ظرفاً أو جاراً ومجروراً لضعفها فلا يجوز الفصل بينها وبين اسمها لا بخبر ولا بأجنبي.
وَرَكِّبِ الْمُفْرَدَ فَاتِحاً: قال: (وَرَكِّبِ)، إذاً عندنا تركيب، والمراد به تركيب خمسة عشر، وهذا خاص بالمفرد.
إذاً المضاف معرب والشبيه بالمضاف معرب لا إشكال فيه، وهو منصوب لفظاً وظاهراً وينون فيما إذا كان شبيهاً بالمضاف، ويمنع التنوين لسبب وهو في المضاف، وأما المفرد فهذا حكمه البناء وهو قول الجمهور، أنه مبني.
فالمفرد حينئذٍ قلنا: يدخل فيه المثنى والمجموع
قال: وَرَكِّبِ الْمُفْرَدَ فَاتِحاً يعني وركب الاسم المفرد مع (لا)، فاتحاً هذا أشار به إلى البناء؛ لأنه قال رَكِّب .. فَاتِحاً، قد يقال: بأن الفتح قد يطلق على الإعراب، والعكس والناظم يتساهل في هذا، نقول: لا، ثم قرينة يريد به الفتح الذي هو فتح بناء وليس فتح إعراب وهو قوله: (وَرَكِّب) لأن المعربات لا تركيب فيها وإنما المبنيات هي التي يكون فيها تركيب، بعلبك، خمسة عشر .. إلى آخره.
فقوله: (وَرَكِّبِ) الاسم المفرد مع (لا) تركيب خمسة عشر، فَاتِحاً: هذا حال من فاعل رَكِّب، كَلاَ حَوْلَ، لاَ حَوْلَ (لا) هذه نافية للجنس، وحَوْلَ هذا اسمها، رُكِّبَ معها (لا) تركيب خمسة عشر، فوجب حينئذٍ البناء؛ لأن التركيب لا يناسب إلا البناء، لأنه ثقيل، فلما ثقل حينئذٍ بني لأنه متضمن للحرف خمسة عشر قالوا: لماذا بني، هو مفرد في الأصل خمسة وعشرة، هذا الأصل، أصل التركيب.
حينئذٍ أريد التخفيف فحذفت الواو وضمن أحد الجزأين بمعنى الواو -وهو العطف-، حينئذٍ ضمن معنى واو العطف، وسبق أن الكلمة إذا ضمنت معنى الحرف حينئذٍ بنيت، فخمسة عشر لم بني؟ قالوا: لأنه تضمن معنى واو العطف؛ لأن أصله خمسة وعشرة، هنا كذلك لا رجلَ ركب تركيب خمسة عشر، مرادهم أن أصله: لا من رجل هذا المراد، هذا أصله لا من رجل، فحينئذٍ أريد التركيب هنا أن يمزج بين (لا) ورجل كما مزج بين خمسة وعشرة، فضمن قيد الاسم معنى (من) الاستغراقية، وقيل: الحرف، وهذا مشكل معنى (من) الاستغراقية فبني لا رجل، سيأتي علة البناء.