للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وجوب بنائه على الكسر؛ لأنه علامة نصبه مع التنوين.

وجوب بنائه على الفتح مع التنوين وبدون التنوين.

جواز الأمرين وهو الصحيح للسماع؛ لأن هذا البيت أطبق النحاة -خاصة شراح الألفية- على أنه روي بوجهين: ولا لذاتِ ولا لذاتَ، روي بالوجهين بدون تنوين، وهذا هو المرجح أنه يجوز فيه الأمران للسماع، ولكن بدون تنوين، ولذلك قال الشارح: وأجاز بعضهم الفتح نحو لا مسلماتَ لك.

ثم قال رحمه الله: إذاً وَرَكِّبِ الْمُفْرَدَ فَاتِحاً أراد أن يبين أن المفرد يكون مفتوحاً آخره فتح بناء لا فتح إعراب، ولكن لم يذكر حكم المبني الذي يكون مثنى، أو مجموعاً سواء كان جمع تكسير، أو جمع مذكر سالم، أو جمع مؤنث سالم. ذكره أو لا؟ ما يمكن إدخاله، نقول: ذكره، وهو المفرد كرجل ورجال، ومسلمات إذا كان بالفتح عنده لا إشكال فيه، وإن كان بالكسر فحينئذٍ بقي الإشكال في المثنى، وجمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم إذا كان يبنى على الفتح.

ثم قال:

.......... كَلاَ ... حَوْلَ وَلاَ قُوَةَ وَالْثَّانِ اجْعَلاَ

مَرْفُوعَاً اوْ مَنْصُوباً اوْ مُرَكَّبَا ... وَإِنْ رَفَعْتَ أَوَّلاً لاَ تَنْصِبَا

هذا إذا كررت (لا)، يعني إذا جاء بعد (لا) النافية للجنس وقد عملت كَلاَ حَوْلَ، وجاء بعدها حرف عطف وكررت (لا)، وجاء بعدها نكرة، يعني بهذه الضوابط التي ذكرها: لاَ حَوْلَ، هذا الأصل وهذا مثال لقوله: وَرَكِّبِ الْمُفْرَدَ فَاتِحاً: لاَ حَوْلَ، ثم قال: وَلاَ قُوَةَ، وحذف الخبر.

إذاً: نأخذ من هذا المثال (ولا)، يعني عطف على (لا) بالواو، وكررت (لا)، وجاء بعدها اسم نكرة، بهذه الضوابط قال:

وَالْثَّانِ اجْعَلاَ ... ... ... مَرْفُوعاً أوْ مَنْصُوباً أَوْ مُرَكَّبَا مع إعمال الأولى لاَ حَوْلَ أعملها، يجوز في الثاني ثلاثة أوجه -الذي هو-: لاَ قُوَةَ، مَرْفُوعاً، يعني يجوز ولا قوةٌ، مَنْصُوباً ولا قوةً، مركباً وَلاَ قُوَةَ، هذه ثلاثة أوجه، لاَ حَوْلَ أبقها كما هي بالإعمال، ثم انظر إلى الثاني.

وَالْثَّانِ اجْعَلاَ: يعني المعطوف مع تكرر (لا)، اجْعَلاَ: اجعلن .. الألف هذه نون التوكيد الخفيفة مبدلاً منها.

مَرْفُوعاً: هذا مفعول ثاني، الْثَّانِ اجْعَلاَ، اجعلا الثاني، الْثَّانِي هذا مفعول أول مقدم، ومَرْفُوعاً هذا مفعول ثاني، و (مَنْصُوباً أَوْ مُرَكَّبَا) معطوفان عليه.

مَرفُوع: يعني لا حول ولا قوةٌ، ما توجيهه؟ له أحد ثلاثة أوجه:

الأول: على إعمال (لا) الثانية عمل ليس، (لا حولَ ولا قوةٌ)، وليس قوةٌ، إعمال الثاني عمل ليس، وليس تطلب اسماً ترفعه؛ لأنها تعمل عمل ليس، وليس ماذا تصنع؟ ترفع الاسم على أنه اسم لها وتنصب الخبر.

إذاً: ولاَ قُوَةٌ، يحتمل أن الواو هنا حرف عطف و (لا) تعمل عمل ليس، وقوةٌ بالرفع اسمها.

فحينئذٍ يكون العطف هنا من عطف جملة على جملة، فالكلام صار جملتين، وليس جملة واحدة.

الوجه الثاني: أن (لا) زائدة، وإذا كانت زائدة حينئذٍ لا عمل لها، وحينئذٍ تكون الواو حرف عطف، عطفت ماذا؟ عطفت (قوةٌ) على (لا) مع اسمها على مذهب سيبويه؛ لأن (لا) مع اسمها مركبة، صارت كلمة واحدة عند سيبويه وهي في محل رفع مبتدأ.