مما لا شك فيه أن أهم عامل يضمن نجاح المراكز القرآنية النموذجية في أداء رسالتها المرتقبة, هو أن يكون القائمون عليها أناسًا عرفوا معنى المعجزة القرآنية، وتذوقوا ثمرتها، وشاهدوا آثارها في أنفسهم حتى يتسنى لهم إقامة تلك المراكز على أسس صحيحة، والحفاظ على هويتها، ووضوح الرؤية الدائم حول الهدف من وجودها، وطبيعة الثمار المتوقعة منها.
ويمكن أن تكون نواة المركز القرآني النموذجي شخص واحد على الأقل, شريطة أن يكون ممن دخل إلى عالم القرآن الحقيقي، ورأى آثار معجزته في نفسه، وأصبح مداومًا على تلاوته آناء الليل وأطراف النهار بفهم وتأثر، ولديه الإمكانية لتعليم غيره وشحذ همته، وبث روح القرآن في قلبه بإذن الله، وأن يكون وقته يسمح بذلك.
[التوعية وإنشاء الرغبة]
أول عمل ينبغي أن يقوم به هذا الشخص -إذا ما أراد تكوين مركز قرآني نموذجي - هو القيام بحملات توعية للناس من حوله وتوجيههم حول طريقة الانتفاع الحقيقي بالقرآن، ولماذا أنزله الله عز وجل وكيفية الدخول إلى دائرة تأثير معجزته، وكيف يمكن جعله قائدًا موجهًا للحياة، مع الإجابة عن التساؤلات التي يطرحها الناس في هذا المضمار.
ويمكن القيام بهذه المهمة من خلال المحاضرات والندوات والمنتديات .. ومن خلال توفير الكتب والمطويات والمواد السمعية التي تخدم هذا الموضوع، ومن الكتب المفيدة في التوعية وإنشاء الرغبة للانتفاع الحقيقي بالقرآن:
أخلاق حملة القرآن للآجري - فضائل القرآن لأبي عبيد الهروي - التذكار في أفضل الأذكار للقرطبي - تدبر القرآن للسنيدي - كيف نتعامل مع القرآن لمحمد الغزالي - مقدمة تفسير في ظلال القرآن لسيد قطب - منهج السلف في العناية بالقرآن الكريم لبدر ناصر البدر.
ولقد يسر الله لنا بفضله وكرمه طرح هذا الموضوع في بعض الكتب مثل: العودة إلى القرآن - كيف نغير ما بأنفسنا؟ - الطوفان قادم - كيف ننتفع بالقرآن - الكنز المهجور - القرآن وقيادة الحياة.
ومن خلال حملات التوعية ستظهر-بمشيئة الله - نوعيات تريد أن تكون من أهل القرآن بمفهومه الصحيح.