للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - الالتزام بدعاء الاستفتاح عند قيام الليل والذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله إذا قام الليل يتهجد: «اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيّوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد لك مُلك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت مَلك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، والساعة حق ... » (١).

رابعًا: ومن النقاط الأساسية في برنامج دورة إعداد المعلمين:

مدارسة وحفظ الأجزاء الثلاثة الأخيرة:

حفظ آيات القرآن وسوره له دور كبير في تيسير الانتفاع بالقرآن، وكيف لا والحافظ يمكن أن يتلو القرآن في أي مكان لا يتيسر فيه وجود المصحف، وكذلك يقوم به في الصلاة.

ومع هذه الأهمية فإن حفظ الآيات لابد أن يكون بالطريقة التي كان يفعلها الصحابة, فهم يمثلون الجيل القرآني الذي تربى على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثمَّ فهم النموذج الصحيح الذي ينبغي أن يُحتذى به.

يقول أبو عبد الرحمن السُّلمي التابعي والذي تتلمذ على يد كبار الصحابة:

إنما أخذنا القرآن من قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخرى حتى يعلموا ما فيهن من العمل، فتعلمنا العلم والعمل جميعًا، وأنه سيرث القرآن من بعدنا قوم يشربونه شرب الماء، لا يجاوز هذا، وأشار إلى حنكه (٢).

وفي رواية أخرى يقول أبو عبد الرحمن: «حدثنا الذين كانوا يُقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل. قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعًا» (٣).

وغير ذلك من الأخبار الكثيرة التي وصلت إلينا, والتي تؤكد عدم حرص الصحابة على كمِّ الحفظ الذي يحفظونه بقدر حرصهم على فهم الآيات وتطبيق ما فيها من عمل تدل عليه، ويكفي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ظل يحفظ سورة البقرة في اثنتي عشرة سنة, أما ابنه عبد الله فحفظها في ثماني سنوات (٤) ...

علينا إذن أن نتبنى هذه الطريقة، وألا يكون همنا من الحفظ عدد الأجزاء التي سنحفظها، بل ما تحمله الآيات من معان إيمانية، وحقائق عقدية، وأحكام شرعية، وواجبات عملية، وهذا - بلا شك - سيثمر حفظًا قد يكون قليلاً، ولكن سيكون معه خير كثير ونفع عظيم، فمع الإيمان الذي سيزيد دومًا من خلال القرآن، ومع الطاقة والقوة الروحية المتولدة من القراءة اليومية، سيصبح من السهل علينا تعلم الآيات وتطبيق ما فيها من عمل.

ويُقترح لدورة إعداد المعلمين حفظ ومدارسة الأجزاء الثلاثة الأخيرة من القرآن مع التركيز على هذه الجوانب:

١ - تعلم النطق السليم للآيات، وأحكام الترتيل.

٢ - الحقائق الإيمانية التي تدل عليها الآيات.

٣ - معنى ما أُشكل فهمه منها.

٤ - معايشة الأجواء التي نزلت فيها ومعرفة سبب النزول.

٥ - معرفة الأحكام الشرعية التي تتضمنها.

٦ - استخلاص واجبات عملية تدل عليها، وحبذا لو كانت الواجبات قليلة حتى يتسنى القيام بها والتعود عليها، مع التأكيد بأننا ينبغي ألا ننتقل إلى آيات أخرى حتى نطبق تلك الواجبات, ولو استغرق ذلك بضعة أيام أو أسبوع.


(١) متفق عليه.
(٢) فضائل القرآن للفريابي, ص٢٤١.
(٣) حديث القرآن عن القرآن لمحمد الراوي, ص١٨٥.
(٤) انظر شعب الإيمان للبيهقي رقم (١٩٥٥)، (١٩٥٧).

<<  <   >  >>