للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

انقطعت أنفاسه، ولو لم يدرك بها شيئاً سيف الدولة. والمعنى عندي، إنه يقول: عرضت دون حياته وطرق نجاته سيف الله مجرداً كاد يهتك جثته ويسفك مهجته حتى احتال في لبس المسموح والمشي بالعكاز ودخول الدير كالراهب المنحاز ونزل إلى القنوات، وانساب بينهما انسياب الحيات حتى نجا بحُشاشته، وطاب نفساً عن أبنه وجيشه بجراحته.

(فأصبح يجتابُ المسوحَ مخافةً ... وقد كان يجتابُ الدِّلاصَ المُسَرَّدا)

قال أبو الفتح: يجتابُها: يدخل فيها ويلبسها، لأنه ترهب. درع دلاص وأدراع دلاص، فأراد بالدلاص هنا الجمع من الدروع، فلذلك ذكر، ويجوز أن يكون أراد الدرع الواحدة، لأنه يذكر ويؤنث. أي: ترك الحرب، وهرب إلى الترهب.

قال الشيخ: هذا شرح ما ذكرناه. وما ترهب، بل تزيا بزيهم حتى أفلت وذهب.

(فذا اليومُ في الأيَّامِ مثلُكَ في الوَرى ... كما كنتَ فيهم أوحداً كانَ أوحدا)

<<  <  ج: ص:  >  >>