قال أبو الفتح: يقول: الأرض واحدة، أي للسفر علينا مشقة لإلفنا إياه.
قال الشيخ: كيف ذهب عليه الشرح على اتضاحه وإسفار صباحه، وليس تبطل مشقة السفر بكون الأرض واحدة، ولا الإلف يُبطلها زيادة، وعندي أنه يقول: كن كيف شئت دانياً أو قاصياً أو قريباً أو بعيداً تسر إليك ركابُنا فالأرض واحدة، يهون قطعها للقائد، وأنت الأوحد فيها، لا قصد إلا إلى فنائك ولا أمل إلا في جنابك.
(وصُنِ الحُسامَ ولا تُذِلهُ فإنَّه ... يشكو يمينَك والجماجمُ تشهدُ)
قال أبو الفتح: يشكو يمينك، أي: من كثر ما تضرب به، والإزالة ضد الصون وقوله: صنه، أي: به يدرك الثأر، ويُحمي الذِّمار.
قال الشيخ: النصف الأول من تفسيره صحيح، والثاني سقيم، لأن قوله: يدرك الثأر، ويحمي الذِّمار لا يُوجب صيانته، فإن السيف لهما ولمثلهما يُراد، وفيهما يُذال