للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مع الصبا، وما ضرني فقد الصبا لما رأيتك، لأن فوائده حصلت لي بلقائك، فما ضرني توليه، وقد أخلفت عليَّ مما حمدته فيه.

(فإنْ نلتُ ما أمَّلتُ منكَ فربَّما ... شربتُ بماءٍ يُعجزُ الطَّيرَ وِردُهُ)

قال أبو الفتح وجه المدح في هذا البيت: إنني بعيد المطالب شريفُها، فجئتك لأنك غاية الطالب، فإذا وصل إليك الطالب، فقد بلغ غاية المطلوب، وغير منكر لي أن أنال المطالب الشريفة حتى إنني لأقدر على شُرب ماء، لا يصل إليه الطير. والماء والمرعى إذا بعُدا، فإن ذلك أجمُّ لهما وأحمد لورودهما.

قال الشيخ: ما أدري هذا التفسير الذي لا يقبله عقل سليم، ولا اشتغلت بوجوه فساده لطال الكلام في إيراده، وإذا بيَّنَّا معناه تبين كل ما عناه، وهو يقول: فإن نلت أملي منك فبعد شدائد مارستها في قصدك ولابستُها حتى وصلت إليك وربما شربت بماءٍ تعجز الطير عن وروده في المهامه التي جُبتُها حتى وصلت إليك، كقوله: حلَّت الخمر، وكانت حراماً،

<<  <  ج: ص:  >  >>