للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعناه عندي أنه لا تسع همتي بلدة، بل تضيق عنها حتى أرحل منها. وما في تلك البلدة عيب ولا آفة غير أنها لا تحتمل همتي،

فتضيق عنها كما أنه ليس لغمد السيف الدُّلوق آفة، وإنما آفته مضاءُ السيف وحدَّته.

(وليسَ حياءُ الوجهِ في الذِّئبِ شيمةً ... ولكنَّه مِنْ شيمةِ الأسَدِ الوَرْدِ)

قال أبو الفتح: أي وحياء الوجه ليس بمزرٍ بهم ولا غاضٍّ منهم كما أنه لا يعيب الأسد حياؤه، وإنما القِحة في الذئب لخبثه، يصفهم بشدة الإقدام مع إفراط الحياء.

قال الشيخ: ما في هذا البيت من معناه شيء من الإزراء والغض فنفاه عنهم، وما كان الحياء مزرياً بأحد قط، وهي من الأخلاق المحمودة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحياءُ منَ الإيمانِ). وقيل:

فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ ... ولا الدُّنيا إذا ذهبَ الحياءُ

<<  <  ج: ص:  >  >>