للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبريقه فاسد، فإن الحديد لا يأتلق في الظلام بتةً، فأما النيران فنعم كما ذكره. تُضيء الليالي بكثرة نيران عسكره نزولاً

كما قال الأول:

وما خطبنا إلى قومٍ بناتِهمُ ... إلاَّ بأرعنَ في حافاتهِ الخَرَقُ

وكثرة مشاعلهم وشموعهم سفراً، والأيام تغير ألوانها بكثافة الغبار وإثارة العجاج وكثرة الدخان كما قال:

والباعثُ الجيشِ قد غالت عجاجتُه ... ضوَء النَّهار فصارَ الظُّهرُ كالطَّفَلِ

وكما قال:

ليُلها صُبحها منَ النَّار والإص ... باحُ ليلٌ منَ الدُّخانِ تِمامُ

(حَثَتْ كلُّ أرضٍ تُربةٌ في غُبارهِ ... فهُنَّ عليهِ كالطَّرائقِِ في البُرْدِ)

قال أبو الفتح: أي إذا مرَّ هذا العسكر بأرضٍ سوداء علاه غبار أسود، وإذا مرَّ بأرضٍ حمراء علاه غبار أحمر، وإذا مر بتربة غبراء علاه غبار أغبر، فقد صارت عليه هذه الألوان

<<  <  ج: ص:  >  >>