للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

له قطعة قرأتها في ديوانه، يرثي بها الشنفري، وديوانه ناطق بها، وأولها:

على الشنفري ساري الغمامِ ورائحٌ ... غزيرُ الكلى أو صَيِّبُ الماءِ باكرُ

وفيها:

فلا يَبعدَنَّ الشَّنفرَي وسِلاحهُ ال ... حديدُ وشَدٌّ خَطوُهُ مُتواتِرُ

وكتاب (مقاتل الفرسان) لأبي عبيدة يوضح لك ما ذكرناه، ويبسط ما اختصرناه، وقوله: فكأنه مخلوق من السراء والضراء لكثرة ما يعتادهما ويأتيهما فاسد، وأنهما شرح الطعمين، أي: كأنه السراء في الحلاوة والضراء في المرارة، كما قال:

دانٍ بعيدٍ مُحبٍّ مُبغِضٍ بَهِجً ... أغَرَّ حُلوٍ مُمِرٍّ لَيِّنٍ شرِسِ

وكما قال:

مُمقِرٌ مُرٌّ على أعدائِهِ ... وعًلى الأدنينَ حُلوٌ كالعَسَل

وليس يقول: حلو منها حتى حسن به تشبيهه بقوله تعالى: (خُلِقَ الإنسانُ مِن عَجَلٍ).

<<  <  ج: ص:  >  >>