يقول: فكأنه مخلوق من السراء والضراء لكثرة ما يعتادهما ويأتيهما، وهذا كقول الله
تعالى:(خُلِقَ الإنِسانُ مِن عَجَلٍ).
قال الشيخ: في هذا الفصل من الفساد ما يعيا على التعداد، أوله قوله: أي هو مع ذلك إنسان واحد يؤدي لو كان الممدوح شخصين ونفسين لأم شخوصاً ونفوساً في جلد واحد، وما يمنعه من اجتماع قواه له، وهو إنسان واحد؟ والناس كلهم بل الحيوان كلها بهذه الصفة، تجتمع قوى كل حي فيه عند بلوغه. قوله: مجتمع القوى، أي: بالغ أشده يعمل ما يعمل على بصيرة دون جهل الصبا وسكر الشبيبة، فطعماه في مكانيهما على الاستحقاق، يحلو حيث يجب، ويمر حيث يجب، وقوله: مجتمعة غير متباينة أردأ مما مضى، فإن قواه لو كانت متباينة كان ميتاً لا حياً. والبيت الذي نحله الشنفري في مرثية تأبط شراً لأبن أخته أو لخلف الأحمر على لسانه كما قيل يرثي به تأبط شراً. و