للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكما قال في سيف الدولة:

حَتى إذا فَنِيَ التُّراثُ سَوى العُلى ... قَصَدَ العُداةَ مِن القَنا بِطِوالهِ

يقول: إذا هيج انتفع بأموال الأعداء وأزداد به في الثراء، وإذا ترك استضر بتركه لخروجه بالعطاء عن ملكه وتعذر العوض من مال العداة بعد تفرق ماله في العفاة، وشرحه فيما يليه:

فَالسِّلمُ يَكسرُ من جَناحَي مالهِ ... . . . . . . . . . . . . . . .

(مُتَفرقُ الطَّعمينِ مُجتمِعُ القُوى ... فَكأنَّهُ السَّراءُ والضَّراءُ)

قال أبو الفتح: قوله متفرق الطعمين، يقول: فيه حلاوة لأصدقائه ومرارة لأعدائه، وقوله: مجتمع القوى، أي: هو مع ذلك إنسان واحد، وقواه مجتمعة غير متباينة، وهذا كقول الهذلي:

حُلوٌ ومُرٌّ كَعِطفِ القِدحِ مِرَّتُهُ ... بِكُلِّ إنيٍ حَذاهُ اللَّيلُ ينتَعِلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>