ولا تعريضٍ، فإن المفسر ظنَّ أنه يُخاطب أبا العشائر، فحمله على ما عنده، وأفسد المعنى بعده، ولم يراجع ديوانه حتى يتبين مكانه، وقبله:
إذا ذُكرِت وقائُعه لحافٍ ... وشِيكَ فما يُنكِّسُ لانتفاشِ
تُزيلُ مخافةَ المصبورِ عنهُ ... وتُلهي ذا الفِياشِ عن الفياشِ
أي: تلك الوقائع تشجع من تحدث عنها، فإن من سمع آثار بلائه فيها استفاد جرأة بها،
وهان عليه بذل نفسه لمثلِها، فزال خوفه عن نفسه بها.
وقيل: المصبور: المحبوس، وقيل: المُقدَّم لضرب عنقه، وتُلهي تلك الأخبار النَّفَّاخ المفتخر بالباطل عن أباطيله وأكاذيبه بالإصاخة إليها والإنصات لها والإمساك عما يتصلف به، ويفتخر من آثاره مختلفاً مخترقاً حياء عنه وخجلاً. ورجل فيَّاش وفيوش وصاحب مفايشة، إذا كان نفَّاخاً بالباطل، وليس عنده طائلة.