وأراد: ناشئٌ، فترك الهمز بدلاً، ويُسن: أي يكبر ويعظم قتاله، والكرُّ ناشٍ، أي: في أوله كما بدأ، أي: هو في آخر القتال، والكرُّ ينشأ شيئاً فشيئاُ.
قال الشيخ: ما أدري ما هذا التفسير، فإن فهمه عسير، وعندي يقول: يقودهم إلى الحرب لجوجٌ، لا يسأمها، ولا ينثني عنها، يُسن قتاله، أي: تطول مدته في قتاله كما تطول مدة من يُسن في تصاريف أحواله، وكرُّه بعد ناشئ في مقتبل عمره وعنفوان أمره وحدة شبابه وجدة شبيبته لم تقصر قصور المُسن عن آرائه، ولم يفتر عن اقتداره، أي: يطول قتاله، لا قتاله وكرُّه كما كان في أول حاله. وناهيك به مدحاً في البأس والإقدام الثابت على الدوام، وفي سيف الدولة يقول، وبين البيتين من القرابة ما بين الممدوحين:
وفينا السَّيفُ حملتُه صَدوقٌ ... إذا لاقى وغارتُه لَجوجُ
(تُزيلُ مخافةَ المصبورِ عنهُ ... وتُلهي ذا الفِياشِ عن الفياشِ)
قال أبو الفتح: ومعناه أنت تستنقذ الأسير من حبسه، وتُلهي صاحب الفخر عنه، لأن مثلك لا يُطمع في مفاخرته.
قال الشيخ: معناه وهذا التفسير في طرفي نقيضٍ، لا يلتقيان في تصريحٍ