للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ولمّا سقى الغيثَ الذي كفروا بهِ ... سقى غيرَه في غيرِ تلكَ البوارقِ)

قال أبو الفتح: أي لما مطر عليهم الخير والجود، فكفروا به أمطر عليهم العذاب، لأنه أتاهم من عسكره في مثل السحاب البارقة، فكانت ضد السحاب الأولى التي أحسن إليهم بها، فكفروها.

قال الشيخ: المعنى ما فسره غير أنه زاد فيه ونقص منه، وتشبيه العسكر بالسحاب البارقة حسن، وقوله: كانت ضد السحاب الأولى، ولم يتقدم له ذكر قلق، وإن كان تقدَّمه الغيث، ومعناه إنه سقاهم النِّعم في بروق الابتسام، فلما كفروا بها سقاهم النِّقم في بروق الحُسام.

(أتى الظُّعْنَ حتَّى ما يطيرُ رشاشُهُ ... منَ الخيلِ إلاَّ في نحورِ العواتقِ)

قال أبو الفتح: أي أُلحقوا بنسائهم، فكانوا إذا طُعنوا انتضح الدم في نحور النساء، وإذا لحقوا بالعواتقِ فهو أعظم من لِحاقهم بغيرهن، لأنهن أحق بالصَّون والحماية.

قال الشيخ: هذا التفسير يُشير إلى المعنى إلا أن العبارة قلقة غلقة لا تكاد تبين،

<<  <  ج: ص:  >  >>