(إذا سعتِ الأعداَء في كيدِ مجدهِ ... سعى مجدُهُ في جّدِّهِ سعْيَ مُحنَقِ)
قال أبو الفتح: يقول إذا سعت الأعداء في إبطال مجده وهدم شرفه سعى مجده في ضد ما يسُّر أعداءه سعي مغضبٍ محنقٍ، وقد قرب من قول أبي تمام:
كأنَّما وهيَ في الأوداجِ والغةٌ ... وفي الكُلى تجدُ الغيظَ الذي نَجِدُ
قال الشيخ: هذه الرواية مدخولة فاسدة، والصحيح سعى جده في مجده، فإن السعي للجد والبخت يكون في إبقاء الشرف والمجد لا للمجد في إبقاء البخت والجد. يقول: إذا أرادت الأعداء إبطال مجده سعى نجمه الصاعد وجدُّه المساعد في حراسة مجده وحياطة ملكه سعي الموتور بأقصى ما في الوسع والمقدور، ولست أدري كيف ذهبت عليه هذه الرواية الصحيحة بعدما قرأه على القائل، فهذا أمر العجائب؟ ويدلُّك على ما قلنا قوله بعده:
وما ينصرُ الفضلُ المُبينُ على العِدا ... إذا لم يكن فضلَ السَّعيدِ الموفَّقِ