للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: كان أبو وائل لما أسره الخارجيُّ ضمن لهم مالاً وخيلاً، فأقاموا على انتظاره، واستنجده سيف الدولة سراً، فأتاهم، وهم لا يشعرون به، فأبادهم، وقتل الخارجيَّ.

قال الشيخ: هذا شرح أمر أبي وائلٍ لا تفسير بيت القائل. والرجل يقول: لو كنت أسيرَ غير العشق لغدرت بالآسر، وفككت نفسي من أسره بضمانٍ كضمان أبي وائل: إذ فدى نفسه بضمان العين، وتفدهم فيه الحينُ، ولكن العشق لا يُبعث به، ولا يُغلب، ولا يُقدر عليه، ولا يُغدر، كقوله:

وُقيَ الأميرُ هوى العُيونِ فإنَّه ... . . . . . . . . . . . . . . .

وكقوله:

يستأسرُ البطلَ الكميَّ بنظرةٍ ... . . . . . . . . . . . . . . .

(وما بينَ كاذَتِيِ المُستغيرِ ... كما بينَ كاذَتِيِ البائلِ)

قال أبو الفتح: المستغير الذي يطلب الغارة، أي: قد اتسعت فُروجُهن لشدة العدو، والبائل:

الذي انفرج ليبول، فتباعدت فخذاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>