(لو لمْ تكنْ تجري على أسيافهِ ... مُهجَاتُهمْ لجرتْ على إقبالهِ)
قال أبو الفتح: هذه استعارة حسنة، لأنه جعل لإقباله جُثَّةً، تجري عليها مُهجاتهم.
قال الشيخ: ما جعل للإقبال جثَّة، لها شخص، ولا (عِجلاً جسَداً له خُوارٌ)، وإنما قال: من سلم من قتاله تلف في إقباله، كما قال:
فكم خرَّ في إقبالهِ من مصارعٍ ... فقال له الإدبارُ لليدِ والفمِ
(حتَّى إذا فني التُّراثُ سوى العُلى ... قصدَ العُداةَ منَ القنا بطوِالهِ)
قال أبو الفتح: أي فني ما ورثه من المال، وبقيت معاليه، لأنه شحيح عليها ضنين بها.
قال الشيخ: فسر نصفه، وأهمل نصفه، وهو أحوج إلى الشرح من أوله، فإنه ظاهرٌ، وهذا خفيٌّ، نعم يقول: حتى إذا أعطى جميع تراثه غير المُلك الذي لا يُهب ولا يُعطى، ولا يُشرك فيه قصد العدى، فأخذ أموالهم للعطاء والهِبات كما قال:
كن لجَّةً أيُّها السَّماحُ فقد ... آمنَه سيفُه منَ الغَرقِ