للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كل فؤاد من عشيرتها ما في فؤادي، وهو لازم له غير منتقلٍ، فكيف يحلُّ بغيره ما لم ينتقل عنه؟ هذا شيءٌ عُجاب.

(وقد أراني الشَّبابُ الرُّوحَ في بدني ... وقد أراني المشيبُ الرُّوحَ في بَدلي)

قال أبو الفتح: أي في غيري، يقول: كأن نفسه فارقته في المشيب.

قال الشيخ: ليس كذلك، وما أراد به ذلك، ومعناه أن الشباب أراه روحه في بدنه، فلما شاب أراه المشيب روحه في بدله، أي: ليس بدن الشباب بدن المشيب وبدل المشيب بدل ذلك البدن كما قال القائل:

وهت عزماتُك بعدَ المشيبِ ... وما كانَ من حقِّها أن تهي

وأنكرتَ نفسَك لَّما كبرتَ ... فلا هيَ أنتَ ولا أنتَ هي

(تُمسي الأمانيُّ صرعى دونَ مبلغهِ ... فما يقولَ لشيءٍ: ليتَ ذلكَ لي)

قال أبو الفتح: أي دون أن يبلغ إلى قلبه، فتستميله أو إلى لسانه، فتجري عليه.

قال الشيخ: كان يجب أن يقول على هذا التفسير دون همته أو مُنيته

<<  <  ج: ص:  >  >>