(إنَّكَ مِنْ معشرٍ إذا وهبوا ... ما دون أعمارهِم فقد بَخلِوا)
قال أبو الفتح: أي بخلوا عند أنفسهم، لأنهم لم يفعلوا الواجب عليهم عندهم، ويجوز أن يكون بخلوا، أي: نسبهم الناس إلى البخل لاقتصارهم على ما دون أعمارهم إذ من عادتهم
بذل أعمارهم، والتفسير الأول أقوى.
قال الشيخ: المعنى هو الأول، وليس الثاني بشيءٍ، لأن قوله: بخلوا، لا يؤدي معنى نسبة الناس إياهم إلى البخل، والناس لا يبخلون من يقتصرون على ما دون أعمارهم في العطاء، وبذل الأعمار ليس في طوق الناس، فأما استقلال الجواد ما يجود به حتى يراه بخلاً دون عمره فجميلُ، وفي هذا الشِّعب قول القائل:
ولو لم يكن في كفِّه غيرَ روحهِ ... لجاد بها فليتَّقِ اللهَ سائُله