للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من كلامه فيه طُول ما فيه طائل، ومعناه: أن يدك أمل الناس من حيث آمالهم إليها ومقصورة عليها، فلم يدر الطبيب كيف يقطع الأمل، فإن قطع الأمل متعذر شديد جداً، فلهذا أخطأ فيه، وهو عذر بينٌ، ومنه قول الشِّيعة:

محمَّدٌ وعلي ... كلاهما أملي

وقيل في الدعاء:

يا رجائي أملي خيرُ رجاءِ ... . . . . . . . . . . . . . . .

وقال في قصيدة أولها:

(بقائي شاَء ليس همُ ارتحالا ... . . . . . . . . . . . . . . .)

(فكانَ مسيرُ عيسِهمُ ذَميلاً ... وسيرُ الدَّمعِ إثرَهمُ انهمالا)

قال أبو الفتح: أي سبقت دموعي عيرهم، وجازت حدَّها.

قال الشيخ: لو كان كما قال الشاعر أمامهم وقدَّامهم وقبلهم وبين أيديهم لا إثرهم، وهذا أبين مما يجوز الغلط فيه، والرجل يقول: كان مسير عيرهم سريعاً، ومسير الدمع على إثرهم أيضاً سريعاً حتى تشابها في الإجفال والانهمال.

<<  <  ج: ص:  >  >>