للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: جعلهم محمولين، وإن كانوا حاملين لما معهم لأنهم حملوا أنفسهم أيضاً إليه، يريد أنه يهب نائله ومن يحمله من غلمانه، وإن شئت فقل: لما اشتملت عليهم الهبة مع المحمول صاروا كأنهم محمولون.

قال الشيخ: المعنى هو الأول بعد إسقاط اللغو من تفسيره الذي لا يقبله طبع سليم، وهو قوله: جعلهم محمولين، وإن كانوا حاملين، لأنهم حملوا أنفسهم إليه أيضاً، وبودي لو حملوا سيب أبي العشائر وتركوا أنفسهم عنده حتى يعودوا إليه من عند المتنبي، وليس الثاني بالشيء، والدليل عليه قوله: أول محمول عطاياه حاملوه. فلا يجوز من فحوى هذا الكلام أن يكونوا إلا من العطايا كقوله:

فتىً يهبُ الإقليمَ بالمالِ والقنا ... ومَن فيه من فرسانهِ وكرامِه

(أأخفتِ العينُ عندهُ خبراً؟ ... أم بَلغَ الكَيذُبانُ ما أمَلَهْ؟)

قال أبو الفتح: يعني بالعين: الرقيب، وأنَّثها لأنه شبه الرقيب بالعين، ويجوز أن يكون أراد العين نفسها، فيكون معناه: هل تبين في وجهي ما رابه؟

قال الشيخ: المعنى هو الأخير، يقول: هل أخفت عينه عنه خبري وأثري في محبته؟ أم بلغ الكاذب أمله في شأني عنده، وأثرٍ افتراه عليَّ فيه؟ كأنه رأى منه ما رابه وأنكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>