للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال في قصيدة أولها:

(لا خيلَ عندك تُهديها ولا مالُ ... . . . . . . . . . . . . . . .)

(فإنْ تكنْ مُحكَماتُ الشُّكْلِ تمنعُني ... ظُهورَ جريٍ فلي فيهنَّ تَصهالُ)

قال أبو الفتح: يقول إن لم أقدر على المكاشفة بنصرتك على كافور، فإني أمدحك إلى أوان ذلك كما أن الجواد إذا أُشكل عن الحركة صهل شوقاً إليها، ويجوز أن يكون معناه: إن كانت حالي الآن ضيقة عن مكافأتك فعلاً جازيتك قولاً.

قال الشيخ: يصف المعنى في القول الأخير، وليس الأول بشيءٍ، لأن فاتكاً لم يكن ليجسر على مناصبة كافور وممالأته ظاهراً، وإن كان يشنؤه باطناً حتى كان ينصر عليه، ومعناه أنه يقول: إن كنت وحالي عند كافور لا تسع مكافأة الكرام فأكافئه عن أياديه، وأنا في شُكله موثقٌ لا يمكنني الجري والانقطاع عنه إليه وقضاء حقه بخدمته والمقام عليه، فإني أجازيه بتصهالٍ في شُكله بمديحه.

(غَيثٌ يُبيِّنُ للنُّظَّارِ موقعُه ... أنَّ الغيوثَ بما تأتيهِ جُهَّالُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>