للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ومُرهفٍ سرتُ بينَ الموجتينِ به ... حتَّى ضربتُ وموجُ الموتِ يلتطمُ)

قال أبو الفتح: يعني سيفاً شقَّ به صفَّين، فضرب به، وأراد بالموج: الأمواج، فوضع الواحد موضع الجماعة، ألا ترى أنه قال:: يلتطم، والالتطام لا يكون من واحد، ويدلُّك على أنه قد أراد ما فوق الواحد: قوله سرت بين الموجتين، وقد يجوز أيضاً أن يكون الموج جمع موجة.

قال الشيخ: روايتي بين الموكبين به، وهذا أحسن وأولى من جمع هذه الأمواج كلها، فإن في قوله: بين الموجتين وموج الموت سخافة بيِّنة، والموج جمع موجة هنا لا غير.

(يا من يعِزُّ علينا أنْ نفارقَهمْ ... وِجدانُنا كلَّ شيءٍ بعدَكمْ عدَمُ)

قال أبو الفتح: هذا نُحو قوله أيضاً في فاتك:

عدمُته وكأنِّي سرتُ أطلُبه ... فما تزيدُنيَ الدُّنيا على العَدَمِ؟

قال الشيخ: هذا قريب منه، لكنه يحتاج إلى بسطٍ، لأن فيه زيادة معنى، وذلك أنه يقول في فاتكٍ: عدمته، وكأني أطلبه بقطعي الأرض، فلا أجده، ويقول في هذا البيت:

<<  <  ج: ص:  >  >>