يا من يعزُّ علينا فراقهم، كلُّ موجودٍ لنا بعدكم عدمٌ بالقياس إليكم إّ لا مخدوم بالقياس إلى خدمتكم مخدوم، ولا جاه بالقياس إلى جاه قربكم، جاه ولا نوال بالقياس إلى نوالكم نوال، ولا حال في جنب حالكم حال، فإذا وجدانُنا كل ما نجد بعدكم عدمٌ لا وجود.
(بأيِّ لفظٍ تقولُ الشِّعرَ زعنفةٌ ... تجوزُ عندكَ لا عُرْبٌ ولا عَجمُ؟)
قال أبو الفتح: الزِّعنفة بكسر الزَّاي واحدة الزَّعانف، وهو سُقَّاط الناس وسفلتُهم، وأصله من زعنفة الأديم، وهو ما يسقط منه إذا قُطع، فشُبه به رُذال الناس، وبالفتح: التَّزيين. يقول: ليست فيهم فصاحة العرب ولا تسليم العجم الفصاحة للعرب، فليسوا شيئاً.
قال الشيخ: بأي لفظ يقول الشعر سُقَّاط الناس؟ تجوز عندك لا عربٌ ولا عجم، أي: لا عربي ولا عجمي، بل ألفاظ كألفاظ أهل السَّواد والزُّطِّ والأنباط، لا من ألفاظ العرب ولا من ألفاظ العجم.