للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال في قصيدة أولها:

(على قدرِ أهل العزمِ تأتي العزائمُ ... . . . . . . . . . . . . . . .)

(هلِ الحدثُ الحمراءُ تعرفُ لونَها ... وتعلمُ أيُّ السَّاقيينِ الغمائمُ؟)

قال أبو الفتح: أي لا تعرف لونها، لأنه قد بناها غير البناء الأول، لأن الحجر الذي بُنيت به كان أحمر اللون، ويجوز أن يكون سمَّاها حمراء لأن الدِّماء أُريقت بها.

قال الشيخ: المعنى ما أشار إليه أخراً، ولم يستقصِه، وما الأول بشيء، لأن البناء لو بُني ألف مرة من تربة واحدة، لم يتغير لونه، وما الذي يوجب في بنائها لها ثانياً أن تنكر لونه ولا تعرفه؟ ومن يقول: إن الحجر الذي بنيت به كان أحمر؟ وهبه كذلك لمَ لا تعرف لونها لحمرة حجارة بُنيت منها؟ على أن الحجارة التي تنصب بها الأبنية تُطين بعدها، فيغيِّر الطِّين ألوانها. هذه كلها فاسدة كما ترى، والمعنى أن سيف الدولة أراق بها من الدِّماء الرَّويَّة ما اختضبت به تلك البقعة عُلواً وسُفلاً، فاحمرت هذه البنيِّة، وتغير لونها بخضاب الدِّماء، والرجل يقول: تعرف لونها، فإنه ليس لونها الذي كان من قبل، والدليل عليه المصراع الثاني وما يتلوه، وهو قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>