فخضبتها، وغيرت لونها، وجعلتها حمراء، فهل تعرف لونها؟ فإنها ساعة تكون كذا في سفح الغمائم، وساعة كذا في سقي الجماجم، فقد حارت في لونيها وساقييها، فما تدري أيهما لونُها، وأيهما ساقيها.
(وكانَ بها مثلُ الجنونِ فأصبحتْ ... ومِنْ جُثّثِ القتلى عليها تمائمُ)
قال أبو الفتح: يقول لما قتل الرُّوم بها، وصاروا مثل العُوذ لها كانت كأنها قبلَ ذلك كانت ذات جنون، وقد لاذ فيه بقول أبي تمَّام:
تكادُ عطاياهُ يُجَنُّ جُنُونُها ... إذا لم يُعِّوذها بنغمةِ طالبِ