قال أبو الفتح: أي يتبعون آباءهم سبَّاقين إلى المجد والشرف كالفرس المطهَّم الذي إذا رأى الظَّليم، فقد هلك، وإذا رأى الذئب كان فكأنه مشدود بحبل في عنقه، والعرب إذا مدحوا إنساناً شبهوه بالفرس السَّابق، ويحتمل أيضاً أن يكون معناه أنهم يستظلُّون بأفياء خيلهم في شدَّة الحرِّ. يصفهم بالتَّغرُّب والتَّبدِّي.
قال الشيخ: المعنى هو الثاني، وليس الأول بشيءٍ، ولا بجائز، ومتى يجوز أن يُشبه ملك ابن ملوك وآباءهم بالبهائم؟ فكيف يحسن فيه وفي آبائه أجل الظَّليم وربقة السِّرحان؟ ولو تعجرف فيه وتعسَّف وأراده لما استعمل فيه الظِّلال، فإنها ليست من التَّقيُّل في شيءٍ، لا يُقال: فلانٌ يتقيَّل ظلَّ فلانٍ أو أبيه، ولو أراده لوضع موضعها خلال كل مطهَّمٍ وخصال كل مطهَّمٍ وفعال كل مطهَّمٍ فتبيَّنه.