للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: كأنه، أي كأن الكتمان، فأضمره، وإن لم يجرِ له ذكر، لأنه إذا قال: كتمت دلَّ على الكتمان، وما علمت أن أحداً ذكر استتار سقمه، وأن الكتمان أخفاه غير هذا الرجل، وهو من بدائعه.

قال الشيخ: ما أدري ما هذا العمى المصَّمت، والهدى المصمت؟ وما أدري ما أقول غير أن أشرح معناه، فانظر فيه وفيما أتى به يبِن لك المحال الواضح من الشرحين، والكتمان إذا زاد حتى فاض عن الجسد فقد ظهر واشتهر. يقول الرجل:

كتمتُ حبَّك حتَّى عَنكَ تكرِمةً ... قُمَّ استوى فيكَ إسراري وإعلاني

أي ظهر لك لشدته وعجزي عن مكاتبته، فعلمتُه كأنه زاد أي: كأن الحبَّ لا الكتمان، فإن الحبَّ يزيد وينقص، والكتمان لا يزيد ولا ينقص حتى فاض من جسدي لعجزي عن كتمانه، فصار سَقمي بالحبِّ في جسم كتماني، فأضعفاه، وأعجزاه، وغلباه حتى ضعُف جسم كتماني عن احتمالهما، فسقط عنهما، وظهر الحبُّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>