للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي: كان من الواجب إلا أمدح غيرك حتى كأني مذنب عندي في مدح غيرك، ولكن كان الطريق طويلاً بيننا، وكنت أقوله، ويتناهبه الناس، وهاهنا يقول: عذلني حصاني بمفارقتي شعب بوَّانٍ، وقال: أعن مثل هذا المكان يُسار إلى الطِّعان؟ واحتجَّ عليَّ بآدم ومفارقته الجنَّة، فقلت: إذا رأيت أبا شجاع سلوت عن عباد الله وعن شعب بوَّان، فإن الدنيا وأهلها طريقٌ يُعبر إلى من ليس له في الناس ثانٍ، فلا يوقف على أحدٍ، ولا يُقام بمكانٍ حتى يُبلغ، فأي شبه بين البيتين؟ وشتان ما هما.

(دعتْه بموضعِ الأعضاءِ منها ... ليومِ الحربِ بِكرٍ أو عَوانِ)

قال أبو الفتح: أي دعته السيوف بمقابضها والرِّماح بأعقابها، لأنها مواضع الأعضاء منها، وحيث يُمسك الضارب والطَّاعن، ويُحتمل أن يكون أراد: دعته الدولة بمواضع الأعضاء من السيوف والرِّماح، ومعنى دعته: اجتذبته واستمالته.

<<  <  ج: ص:  >  >>