للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا قرابة بينهما في الدنيا والآخرة، ومعناه أنها تبلُّ خدَّيه من مطرٍ، برقُه ابتسامها، ومن جُفون عينيه انسجامُها، والمطر إذا لمع برقُه صدق وقعُه، وفي معناه يقول:

ولمّا التقينا والنَّوى ورقيبُنا ... غفولانِ عنَّا ظلتُ أبكي وتبسمُ

وقد قيل قبله:

كأنَّ وميضَ البرقِ بيني وبينها ... إذا حانَ من بعد الهُدوءِ ابتسامُها

ولكنه لَّما زاد عليه بيِّنة من حيث شفع المطر بالبرق، ثم وصف ابتسامها به ودموعه بالودق، ثم جعل وقعه ودقه في ضمان برقه ليكون أشد لوقعه، وهو النهاية في الإحسان، وقريب من معناه:

وأضرمَ أحشائي بروقُ ابتسامِها ... وإن طلعت من جفنِ عيني سَحابُها

(يُعجبُها قتلُها الكماةَ ولا ... يُنظِرُها الدَّهرُ بعدَ قتلاها)

قال أبو الفتح: يقول يُعجب الخيل أن يقتل الكماةَ كما يعجب فرسانها، ألا تراه يقول في موضع آخر؟

<<  <  ج: ص:  >  >>