للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن هنا تبرز أهمية النقود فلا يبالغ بعضهم حين يشير إلى أن اختراع النقود كان من أعظم ما توصل إليه الجنس البشري، وهو لا يقل عن اختراع الكتابة، والعناية بالأرض، وتسخير الطاقة، ذلك أنه ما إن يمعن المرء النظر في جسامة العيوب اللاحقة بنظام المقايضة حتى تتضح آفاق التقدم الفسيحة التي هيأها الله للبشرية في استخدام النقود (١).

وعند الوقوف على تاريخ النشأة للنقود فإن الباحثين والعلماء يظلون عاجزين عن تحديد تاريخ محدد، إذ أن القطع بتاريخ معين في غيب يبعد عنا آلاف وربما عشرات الآلاف من السنين ضرب من المحال، فليس إلا التخرص والتخمين، كما أن تحديد الأمة والحضارة التي بدأ فيها التعامل بالنقود كوسيلة بديلة عن المقايضات، يعد أيضاً من الصعوبة بمكان.

وقد ذكر بعضهم أن أول من عرف النقود المسكوكة هم الليديين

في آسيا الصغرى ويقال أن أول من عرفها هم الهنود في عهد موهنجو (٢٩٠٠ ق. م) (٢) ويقال غير ذلك في تخرصات لا دليل عليها ولا طائل من ورائها.


(١) انظر الأوراق النقدية في الاقتصاد الإسلامي ٥٨ وما بعدها. وانظر مقدمة في النقود والبنوك ١٨ وما بعدها، وانظر النقود والمصارف ٤٧.
(٢) انظر الأوراق النقدية صـ ٦٠، نقلا عن ول وايريل ديورانت: قصة الحضارة، ترجمة زكي نجيل محمود (٢/ ٣٠٥) وما بعدها، دار الجيل، بيروت.

<<  <   >  >>