إن مثل هذه الأنظمة التي مثلت نقلة نوعية في جانب النقد وطرق الدفع، لم تأت فلتة وإنما جاءت كنتاج لجهد حثيث وعمل دؤوب، وأهداف رسمها أصحابها، وسنحاول في هذا المطلب استعراض أهم الأهداف التي من أجلها أُنشأت هذه الأنظمة، بشكل من الإيجاز على النحو التالي:
١) كسب الوقت، والجهد، والمال جراء تفعيل مثل هذه الأنظمة.
إن عملية الدفع والتسليم وقيام البائع باستلام الأموال والمشتري باستلام السلع، تحتاج إلى جهد ووقت لاسيما في الأشياء الكبيرة، كالعقارات والصفقات التجارية وغيرها، وأكثر من ذلك إن كانت بين الشركات، أو الدول، وما قد يحتاج إليه من موظفين، وعمال ووقت في عمليات التوريد في البنوك، أضف إلى ذلك ما يحتاجه المشتري من جهد في حمل الأموال معه، وما فيها من مخاطرة مما يضطره إلى أخذ الاحتياطات اللازمة وغير ذلك من الأمور المصاحبة لعملية التسليم والاستلام؛ فكل ذلك يحتاج إلى جهد، ووقت، ومال أيضاً (١).
كما أن البنوك التي تتعامل بمثل هذه البطاقات، هي أيضاً توفر الجهد والمال، فهي توفر للعميل خدمة السحب والإيداع والتحويل وغير ذلك عن طريق الجهاز الآلي، وهذا يعني اختصاراً لا مثيل له في الجهد والمال والوقت في آن واحد.
(١) انظر النقود الإلكترونية ص: ١٤ منير محمد الجنبيهى، ممدوح الجنبيهى، ط، دار الفكر الجامعي، الإسكندرية (٢٠٠٦ م). وانظر الآثار النقدية والاقتصادية والمالية للنقود الإلكترونية (ص: ١٨) وما بعدها.