[العلامة الثانية الجر وأقسامه، والأمثلة على كل قسم]
العلامة الثانية: الجر.
والجر ثلاثة أقسام: الأول: جر بحرف، أي: بأن يسبقه حرف من حروف الجر.
الثاني: جر بالإضافة.
الثالث: جر بالتبعية، أي يكون تبعاً، والتبعية أربعة فروع: أن يكون نعتاً، فالصفة دائماً تتبع الموصوف، أو يكون معطوفاً، أو يكون توكيداً، أو يكون بدلاً؛ لأن البدل أيضاً يتبع المبدل منه.
وحروف الجر لا يمكن أن تسبق الفعل، فلا تستطيع أن تقول: إلى يشرب، مِنْ يأكل، مِنْ قُمْ، فِي قُمْ، فحرف الجر لا يسبق الفعل في أي حال من الأحوال، وأيضاً الفعل لا يمكن أن يكون مجروراً، فالاسم علاماته المشهورة أن يقبل الجر، وأن تسبقه حروف الجر.
من الأمثلة على ذلك: قال الله تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} [التوبة:٦٥].
وقال الله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ} [الفاتحة:١].
وقال جل في علاه: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات:٢٢].
فقوله تعالى: ((قُلْ أَبِاللَّهِ)) [التوبة:٦٥]، الباء سبقت (الله)، إذاً: (الله) اسم؛ لأنه سبقه حرف الجر.
وقوله تعالى: ((وآياته ورسوله)) مجرورتان بالتبعية وهي العطف.
وقوله الله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات:٢٢].
حرف الجر (في) سبق (السماء)، إذاً: (السماء) اسم.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (المدينة حرم من ثور إلى عير) فالاسم هنا: (ثور) لأنه سبقه حرف الجر (من).
وقال الإمام الشافعي: آمنت بالله، وبما جاء عن الله، على مراد الله، وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقوله: آمنت بالله، (الله) اسم؛ لأنه سبقه حرف الجر وهو الباء.
وقوله: وبما جاء عن الله، (الله) أيضاً اسم؛ لأنه سبق بحرف الجر (عن)، وقوله: وعلى مراد الله، (مراد) أيضاً اسم؛ لأنه سبقه حرف الجر (على).
والاسم إما أن يكون اسماً خالصاً، أو اسم فعل كصه، وآمين، وهيهات.
وكلمة (الله) في قوله: (على مراد الله) اسم؛ لأنها مضافة إلى كلمة (مراد).
قال: آمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، وعلى مراد رسول الله.
فقوله: آمنت برسول الله: كلمة (رسول) سبقه حرف الباء، إذاً: (رسول) اسم، وقوله: (وعلى مراد رسول الله) (رسول) اسم، و (الله) اسم مجرور بالإضافة.
وقال الله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ} [الفاتحة:١].
اسم: من الأسماء سبقه حرف الجر الباء.
الله: من الأسماء؛ لأنه مضاف إليه.
الرحمن: اسم، صفة للموصوف، والقاعدة في العقيدة قلنا: الله إذا أسند إليه أي اسم آخر فالاسم يكون بالنسبة له صفة.