الموضع الثاني من مواضع الضمة: جمع التكسير: هو ما دل على ثلاثة فأكثر عند جمهور النحاة؛ لأن بعض العلماء يقول: أقل الجمع اثنان.
وسمي جمع تكسير؛ لأن بناء المفرد يتغير، فمثلاً كلمة: رجل، تتكون من الراء والجيم واللام، والجمع: رجال، فهنا المفرد تكسر، أي: حدث تغير في بنية الكلمة، فالتغير هذا يسمى تكسيراً، ومثل ذلك: أعرابي، جمعها أعراب، وبيت، جمعها: بيوت.
قال الله تعالى:{قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا}[الحجرات:١٤].
الأعراب: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة؛ لأنه جمع تكسير.
وقال الله تعالى:{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}[النور:٣٦ - ٣٧]، فرجال: فاعل للفعل ((يُسَبِّحُ))، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع تكسير.
وقد يكون تكسير الكلمة بالنسبة لشكلها دون تغير حروفها، كما في الأثر عن أبي بكر رضي الله عنه -كما في الصحيح- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من قتل قتيلاً فله سلبه)، فعورض من سلم بهذا الحكم فقال أبو بكر: لا والله -أو قال كلمة شبيهة بذلك في القسم- لا يعمد إلى أسد من أسُد الله ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأسد، جمعها أُسد، فنلاحظ أن كلا الكلمتين تتكون من ألف وسين ودال، وإنما التغير كان في الشكل العام للكلمة نفسها، ولهذا كانت من جمع التكسير.