للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أمثلة تطبيقية للحروف والأسماء والأفعال]

قال الله تعالى: {فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ} [الأنبياء:٨٠]، (هل) دخلت هل هنا على الاسم.

وقال الله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [آل عمران:١٨٩] الحرف هنا هو اللام ودخل على الاسم.

وقال الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ} [آل عمران:١٩٠]، وقال الله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس:١ - ٦]، الحروف: (الباء) ودخلت على الاسم والاسم هو (رب)، والحرف: (من) دخل على اسم، والاسم هو (الجنة).

وقال الله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا * كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا} [الشمس:١ - ١٥].

نستخرج من هذه السورة فعلاً ماضياً وفعلاً مضارعاً وفعل أمرٍ إن وجد، وأيضاً نستخرج منها حرفاً، دخل على فعل أو على اسم أو اختص بفعل أو باسم.

قوله: ((كذبت ثمود)) كذب: فعل ماضٍ والتاء تاء التأنيث.

وقوله: {قَدْ أَفْلَحَ} أفلح: فعل ماضٍ أيضاً، والدليل مجيء (قد) قبله، وصحة إضافة ضمير الرفع المتحرك أو تاء التأنيث في آخره مثل: أفلحتُ أو أفلحتْ.

وقوله: ((وقد خاب)) خاب: فعل ماضٍ.

وقوله تعالى: {مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس:١٠]، (من) اسم موصول بمعنى الذي، ودساها فعل ماضٍ.

وجاء في الحديث (أن علي بن أبي طالب كانت بينه وبين فاطمة مشاحنة، فخرج مغضباً ثم ذهب إلى المسجد فنام في المسجد، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يسأل فاطمة: أين ابن عمك؟ قالت: ذهب مغاضباً، فذهب إليه فوجده في المسجد قد نام على ردائه والتراب قد علا الرداء، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قم أبا تراب قم أبا تراب، فقال علي بن أبي طالب: فما فرحت بكنية مثل هذه الكنية).

نستخرج من الحديث الاسم والفعل والحرف.

(قم) فعل أمر، وعلامته الأولى: أنه يفيد طلب القيام.

العلامة الثانية: أنه يصح أن يلحق بالفعل ياء المخاطبة، فيصح أن يقال: قومي.

فقوله: (قم أبا تراب، قم أبا تراب) يعني: قم يا أبا تراب لماذا قال: يا أبا تراب

الجواب

أن هذا من الأسماء الخمسة، والأسماء الخمسة ترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجر بالياء.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن).

قوله: (اتق) فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، ولفظ الجلالة (الله) اسم، والدليل على أنه اسم، ليس لأنه يدخله الألف واللام؛ لأننا لو أخذنا الألف واللام ونطقت الكلمة فلا معنى لها، بل الدليل على أنه اسم أن هذا علم معرف وأصله الإله.

قوله: (كنت) فعل ماضٍ تام.

جلست مع أخ قبل أن أتعلم اللغة وكنت أتعب جداً، وهو حافظ للألفية، فكنت إذا سألته عن مسألة في اللغة أتاني بالشاهد من الألفية وكان صباحاً ومساءً يراجع الألفية، ولكن كلما قلت له: أعرب هذه الجملة فإنه لا يستطيع أن يعربها، وإذا قرأ يلحن، فقلت: سبحان الله، هذا الذي أقوله، لا يمكن أن يصل صاحبه إلى الإتقان إلا بالممارسة والتدريب والتمرس.

فالأخ الكريم عندما يتعلم اللغة لا يأخذها هكذا، بل إذا قرأ آية يبدأ بإعرابها وهو يقرؤها، لكن لا يأتي يصلي ويقول: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [البقرة:١٦٤]، فيقول: (إن) إعرابها كذا و (السماوات) كذا يعرب وهو يصلي، لكن عندما يقرأ خارج الصلاة فله أن يستوقف نفسه ويبدأ بالإعراب وينظر في القرآن، فإن وافق إعرابه إعراب العلماء فليستبشر بأنه قد أتقن اللغة.

فليس المهم لمتعلمي العربية أن يكون عندهم سعة اطلاع، لكن المهم الإتقان، والإتقان لا يكون إلا بالدربة والممارسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>