للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بات عمر (يعني أخاه) يُصلي وبت أغمز رجل أمي، وما أحب أن ليلتي بليلته .. وكان يضع خده بالأرض ثم يقول لأمه: قومي ضعي قدمك علي خدي٠ تاريخ الإسلام

- نُربي في نفوس الأطفال علو الهمة:

فمن العجز أن يزدري المرء بنفسه، فلا يقيم لها وزنا، وأن ينظر إلي من هو فوقه من الناس، نظر الحيوان الأعجم إلي الحيوان الناطق، فإن الرجل إذا صغرت نفسه في عينه يأبي لها من أعماله إلا ما يشاكل منزلتها عنده، فتراه صغيراً في مروءته وهمته، صغيراً في ميوله وأهوائه .. صغيرا في في جميع شؤونه وأعماله، فإن عظمت نفسه عظم بجانبها كل ما كان صغيراً في جانب النفس الصغيرة.

ولقد سأل أحد الأئمة العظماء ولده، وكان نجيبا: أي غاية تطلب في حياتك يا بني، وأي رجل من عظماء الرجال تحب أن تكون؟ فأجابه: أحب أن أكون مثلك فقال: ويحك يا بني! لقد صغرت نفسك، وسقطت همتك، فلتبك علي عقلك البواكي، لقد قدرت لنفسي يا بني في مبدأ نشأتي أن أكون كعلي أبى طالب فمازلت أكد وأكدح، حتى بلغت المنزلة التي تراها، وبيني وبين عليَّ (رضي الله عنه) ما تعلم من الشأو البعيد، والمدي الشاسع، فهل يسرك وقد طلبت منزلتي أن يكون ما بيني وبينك من المدي مثل ما بيني وبين عليَّ بن أبي طالب؟!

<<  <   >  >>