للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مع الهدهد أمرا عجيبا بديعا فقالت لهم: إني أخشى أن نحاربه ونمتنع عليه فيقصدنا بجنوده ويهلكنا بمن معه، ويخلص إليَّ واليكم الهلاك والدمار دون غيرنا {إِنّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوَاْ أَعِزّةَ أَهْلِهَآ أَذِلّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونََ}

ثم عدلت إلي المصالحة والمهادنة والمسالمة فقالت: {وَإِنّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُون} من جوابه - عليه السلام - فلعله يقبل ذلك منا، فكيف عنا، أو يضرب علينا خراجا نحمله إليه في كل عام ونلتزم له بذلك ويترك قتالنا ومحاربتنا.

وقال قتادة: ما كان أعقلها في إسلامها وشركها، علمت أن الهداية تقع موقعا من الناس.

وقال ابن عباس - رضي الله عنه -: قالت لقومها: إن قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه، وإن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه. وهذا من أقوى الأدلة علي رجاحة عقلها حيث أمرت قومها باتباعه إن كان نبيا .. فكانت مشورتها مع قومها سببا لنجاتها ونجاة قومها وسبب إسلامها وسعادتها في الدارين: في الدنيا بالإسلام والزواج بنبي الله سليمان - عليه السلام -، وفي الآخرة بالخلود في الجنان. (١)


(١) انظر القصة بتمامها في تفسير ابن كثير ٢/ ٦٦٨.

<<  <   >  >>